للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزوراء فأدخله إلى المسجد النبوي , وحدث من هنا بدعة وترتب من ورائها بدعة أخرى:

البدعة الأولى: إدخال الأذان الذي سنه عثمان للإعلام لمن كان بعيدًا عن المسجد فهو جعله في الآذان للمسجد حيث لا حاجة لأهل المسجد أن يسمعوا هذه الأذان فإنهم سيسمعون الأذان النبوي الرحيب, ثم ترتب مع هذا الإحداث الجديد الذي لا سند له إيجاد سنة بين الأذانين سموها بسنة الجمعة القبلية، ويهمني من هذه الرواية ما يتعلق بعثمان رضي الله عنه في اعتقادي أن عثمان رضي الله عنه لا نستطيع أن نقول ابتدع الأذان الثاني, ذلك لأنه لم يقصد بهذا الأذان الذي زاده على الأذان العثماني إلا تحقيق مقصد شرعي معروف بأدلة كثيرة، بعضها جاء ذكره في سبب شرعية الأذان فكلنا يعلم أن المسلمين في العهد الأول في شرعية الأذان من شرعية الصلاة لم يكونوا يؤذنون وإنما كانوا يمر بعضهم على بعض فيقول الصلاة الصلاة, كما يفعل بعض الجهلة اليوم في بعض البلاد العربية فإنهم بعد الأذان مباشرة يفتح أحدهم نافذة المسجد فيرفع صوته ليسمع الناس الصلاة صلوا الصلاة، كانوا في أول شرعية الصلاة في المدينة وشرعية الجماعة ينادي أحدهم جيرانه وأصحابه قد حان وقت الصلاة الصلاة, ثم جمعهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليتشاور معهم في اتخاذ وسيلة للإعلان، حتى رأى ذلك الرجل تلك الرؤيا بينما كان يمشي في بعض سكك المدينة إذا به يرى رجلا في يده ناقوس فقال له: يا عبد الله أتعطيني هذا الناقوس؟ قال: ولم؟ قال: لنضرب عليه في وقت الأذان بعد الإمام قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ثم قام على جدر جدر أي جدار مهدوم بقي منه بقية فارتفع عليه ووضع اصبعيه في أذنيه ثم رفع صوته بالأذان المعروف اليوم والحمد لله بدون مقدمة وبدون زيادة كما هو في بعض البلاد العربية، وبعد أن فرغ من الأذان نزل إلى الأرض وأقام الصلاة, لما انصرف هذا الرجل من داره إلى المسجد للصلاة أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه الرؤيا فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - إنها رؤيا حق فألقه على

بلال -وهنا الشاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>