للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه في بعض الأحيان يزينون لهم الدعوة الإسلامية بمثل هذه الوسائل غير الشرعية، فلذلك نحن لا نرى استعمال هذه الوسائل للدعوة حتى ولو كانت خالية

عن معصية ظاهرة لما ذكرتُ آنفًا وأعيد ذلكَ بإيجاز:

أولا: لأن هذه الوسيلة لم تكن من عمل السلف.

وثانيا: لأنها قد يستدرج الشيطان أصحابها إلى ما فيه معصية لله تبارك وتعالى.

لكن بعد هذا أريد أن أعلق على ما جاء في السؤال هل الوسائل توقيفية؟

هذا الكلام الذي قلته أنه لا يجوز اتخاذ هذه الوسائل التي ضربنا المثل عليها اللعب بكرة القدم، لا أريد مع ذلك أن أقول بأن الوسيلة إذا لم تكن توقيفية لا يجوز اتخاذها وسيلة للدعوة فإذن نفرق بين وسيلة وُجد المقتضي لها ولا يُتصور أن تكون وسيلة لإدخال في هذه الوسيلة معصية من المعاصي، فحينئذ يجوز لنا أن نتخذ وسيلة لم تكن معروفة من قبل أي هي ليست توقيفية من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لكننا نعتقد أو نراها على الأقل أنها وسيلة تحقق غاية شرعية وحينئذ فتدخل مثل هذه الوسيلة فيما يسمى بباب المصالح المرسلة.

عندنا مثلاً قصة عثمان بن عفان رضي الله عنه وغيرها مما يدخل فيما نحن في صدده في هذه اللحظة, فكلنا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن في زمانه يوم الجمعة إلا أذان واحد ولا حاجة للتفصيل لأني أظن أنكم جميعًا على علم بذلك, ومضى على ذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان شطرًا من خلافته، ثم أحدث وأوجد الأذان الثاني وجعله في مكان منها بعيد وقريب من المدينة يسمى بالزوراء حيث كان الناس يومئذ يتجمعون في هذا المكان فلا يسمعون أذان المسجد النبوي فجعل الأذان الثاني في ذلك المكان إعلانًا وإخبارًا وإعلامًا لهؤلاء الناس الذين هم في السوق بأن وقت الصلاة صلاة الجمعة قد حان , ثم صارت هذه السنة العثمانية سنين إلى أن جاء هشام بن عبد الملك بن مروان من خلفاء ملوك بني أمية فنقل مع الأسف هذا الأذان من

<<  <  ج: ص:  >  >>