الهندسة على اختلاف أنواعها، لكن لا يجوز ذلك للنساء، لكن يجب على النساء أن يتعلمن الطب والطبابة، من أجل أن نتحاشى تعريض نسائنا للأطباء من الرجال، ولكن إذا كان من لازم ذلك أن نعرض نساءنا وفتياتنا للفتنة، فنحن نقول حينئذ كما قال عليه السلام:«ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه» فلا نسمح لبناتنا ولا لنسائنا ولا لأخواتنا أن يدخلن مكاناً فيه مخالفة للشرع، ولو أنه فيه تحصيل لفرض كفائي؛ لأن هذا الفرض الكفائي ممكن تحصيله مع الزمن بطريق مشروع، وذلك مما يسهل على كل إنسان أن يفهمه.
إن المسلمين ليسوا سواء من حيث خضوعهم أو من حيث خضوعهم في الأحكام الشرعية أولاً.
ثانياً: العلماء المتبعون في هذا الزمان ليسوا كلهم سواء فيما يفتون به من تحريم أو تحليل، ولذلك فنحن نتمسك بالحيطة والحذر، ولا نسمح كما قلنا للنساء أن يختلطن مع الرجال في سبيل تحقيق فرض كفائي، لكن لا بد أن يكون هناك ما هو مشاهد من فتيات قد لا يلتفتن إلى ما هو حرام أو حلال، فالأحكام عندهن سواء، أو منهن من تهتم بمعرفة الحلال والحرام، ولكنها لا تعدم أن تجد من يفتيها كما نحن في صدد الكلام أنه يجوز لها أن تدخل الجامعة، وتدرس الطب ونحو ذلك في سبيل تحصيل فرض كفائي، حينئذ نحن نقول: هؤلاء هم كبش الفداء، هن اللاتي يتقدمن لتحصيل هذا العلم ويعرضن أنفسهم للفتنة الصغرى ولا بد، أو الفتنة الكبرى لا سمح الله، بعد ذلك يأتي دور نسائنا نحن، فيتعلمن من هذه النسوة، ولا يتعلمن من الرجال.
الشاهد أنه لا يجوز في الإسلام أن نتبنى هذه القاعدة، الغاية تبرر الوسيلة، وهي تنافي تماماً ما ذكرته آنفاً من حديث، ومن قوله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: ٣]، ومشكلة الناس اليوم أفراداً وجماعات وأحزاباً هي أنهم لا يهتمون بتقوى الله، فتجد كل الناس يرتكبون ما حرم الله لأتفه