للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسباب، فالتجار مثلاً يودعون أموالهم في البنوك، بلا لا أقول التجار، الأغنياء الذين لا يتاجرون، يودعون أموالهم في البنوك، ويقولون: يا أخي! أين نذهب بهذه الأموال، نحن نخشى عليها من اللصوص، بل نخشى على أنفسنا من اللصوص، هل هذا منطق من يؤمن بالآية السابقة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: ٣] .. إلى آخر الآية؟

الجواب: لا.

وإذاً: فنحن في العصر الحاضر وبخاصة الدعاة الإسلاميين، لسنا بحاجة قصوى وكبرى للتنظيم والاستحلال في سبيل هذا التنظيم لبعض حرمات الله تبارك وتعالى، بل نحن بحاجة أن نغرس في قلوب الناس الإيمان الصادق الذي يحول بينهم وبين ارتكاب ما حرم الله عز وجل لأتفه الأسباب، لهذا نحن نرى أن أي تكتل أو تحزب قبل كل شيء يقوم على قاعدة ارتكاب بعض الحرمات لتحقق بعض الغايات أن هذا يكون على مذهب أبي نواس الذي كان يقول: وداوني بالتي كانت هي الداء.

فلا يجوز معالجة مشاكل المسلمين بمخالفة بعض -ما أقول كل- أحكام رب العالمين بحجة أن الغاية تبرر الوسيلة، بل نحن نقول إنه ما ظهر في الآونة الحاضرة من تحزب في الدعوة الصالحة وهي الدعوة السلفية، يكفي فيها أنها قد فرقت الجماعة السلفية في بعض البلاد، جعلتها طائفتين، طائفة تنتمي إلى حزب لها نظامها، ومن جملة هذا النظام أنه من كان معنا فهو منا، ومن كان ليس معنا فهو علينا، وليس من الضروري أن يكون هذا معلنا كتابة وبياناً، وإنما يكفي أن ذلك واقع عملي، فمن كان منذ أيام له منزلة عندهم في الصلاح وفي النشاط في الدعوة، أصبح اليوم لأنه لم ينتم إلى الحزب ليس منهم، وإذاً تأتي هنا الآية الكريمة التي نكررها في هذا الصدد مراراً وتكراراً: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>