للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسميها جزئية، وبعضهم يسموها قشور وعليكم باللباب واتركونا من القشور، هذا يجوز هذا لا يجوز، هذه سنة هذه بدعة إلى آخره، إذاً ما معنى قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} [النساء: ٥٩] التنكير هنا في اللغة العربية يعني الشمول: «أي شيء كان»، فما بالك يا أخي وأنت جاء في سؤالك ولوفي العقيدة، كيف نترك الناس لا يفهمون العقيدة فهماً جيداً، نحن نقول لك يعني جدلاً ليس عقيدةً نقول لك: نترك الناس الآن وخلافهم مع الكتاب والسنة في مسائل الأحكام الشرعية لكن في العقيدة كيف نتركهم؟ ! العقيدة هي نجاة المسلم، أول العقائد هو التوحيد، فما بالك إذا كان المسلمون إلى اليوم لا يعرفون التوحيد، ما بالك وأنت تعلم أن كثيراً من الناس الذين إذا نظر الناس إليهم نظرة ظاهرية ونحن منهم، نقول: إن هؤلاء متعبدين أكثر منا، لأنهم يصومون الاثنين والخميس وربما يصوموا يوم ويفطروا يوم إلى آخره ونحن لسنا كذلك، ويقوموا بالليل ويصلوا والناس نيام ونحن لسنا كذلك، لكن مع ذلك يذهبون ويستغيثون بالأموات وبالأولياء والصالحين ويصلوا عند قبورهم، ما فائدة هذه الصلاة وهذا الصيام، وهم كما قال رب العالمين: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: ١٠٦] في القرآن الكريم، هذه الآية إلى اليوم لا تسمع أحداً يثيرها على

المسلمين، مع أن المسلمين واقعين فيها، فلمن أنزلت هذه الآية؟ كثير منهم يقولون: هذه مقصود بها المشركين الأولين، نعم مقصود بها المشركون الأولون لكن لماذا قالها رب العالمين، أليس عبرة لنا كما قال: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف: ١١١] فربنا يحكي أحكام وقع فيها المشركون من قبل والأمم من قبل لكي لا نقع نحن في مثلها.

فإذا نحن أردنا أن نترك المسلمين على ما هم فيه من الانحراف عن الكتاب والسنة كيف يكون الاتفاق؟ ربنا لما قال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>