للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا جائز، وبعض المشايخ يستعملون الطبل بالذكر، ونحو ذلك، فتكلمتُ معه كثيراً في ذكر بعض الطُّرُقيين والصوفيين وإلى آخره، فيما بعد ولسنا في هذه المسألة طبعاً إنما الشاهد يقول لي: اجتمعت مع الشيخ الفلاني وذكرت له بعض كلامك فكان من جواب الشيخ أنه هذا والله كلام صحيح لكن الرسول قال: «دعوا الناس في غفلاتها».

وأنا يومئذ ناشئ جديد ليس عندي العلم بطبيعة الحال الموجود عندي، هذا صحيح وهذا حسن وهذا ضعيف وهذا موضوع إلى آخره، أشكل علي الحديث لأنه لو أخذنا الحديث على الأقل على الظاهر سنهدم الإسلام كله، ما معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان الرسول يقول: «دعوا الناس في غفلاتها»، سهرت تلك الليلة ما سهرت عند هذا الرجل وذهبت إلى البيت ما قدرت أن أنام إلا أريد أن أبحث عن هذا الحديث، وسرعان ما وجدته، وإذا الحديث سبحان الله موجود في «صحيح مسلم» وبدون زيادة «غفلاتها»، لفظ الحديث في صحيح مسلم «دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض»، حُرِّفَ هذا الحديث حذفوا منه الجملة الأخيرة «يرزق الله بعضهم من بعض»، ووضع مكانها «في غفلاتها»، فانعكس الحديث كان الحديث مقبولاً متجاوباً مع أحكام الشريعة كلها صار مرفوضاً، «دعوا الناس في غفلاتها».

فأنا أشد ما يؤلمني أنه الدواء موجود في القرآن الكريم، {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩] إذا كان بعض الناس ومن الدعاة غافلين عن هذا النص وعن هذا العلاج، لكن المشكلة الكبرى أنه إذا ذُكِّرُوا فلسان حالهم يقول: ما قال ذلك الشيخ بلسان قاله: «دعوا الناس في غفلاتها»، لكن بعبارة أخرى، يقول: هذا ليس وقتها، ليس وقتها إثارة الخلافات والمسائل الخلافية وبعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>