ومن الحكم المعاصرة اليوم، ومن العجيب أنها صدرت من رئيس من رؤساء الأحزاب، أو حزب من الأحزاب القائمة اليوم وهم لا يعملون بهذه الحكمة، وهي: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، لا يقيمون دولة الإسلام في قلوبهم، من هذه الإقامة أن تتقي الله عز وجل، أن لا تطلب بديلاً عن الأناشيد التي عن الصوفية، أو هذه الأناشيد التي قامت مقام أناشيد الصوفية، لا تطلب البديل؛ لأن القرآن خير بديل وقد سمعتم آنفاً قوله عليه السلام:«من لم يتغن بالقرآن فليس منا» فالشاهد: فالبديل بالنسبة لكل الشكاوى التي قد تصدر بمناسبة ما هو: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٢ - ٣].
الإسلام لا يحرم ما أحله الله ولا يبيح ما حرم الله، ... الأمر كما قال عليه السلام:«الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس» إلى آخر الحديث، فلا يجوز للمسلم كلما قيل له: هذا حرام، يقول: ما هو البديل، البديل اتق الله يا أخي! ربنا يقول في القرآن .. والمسلمون من انحرافهم اتخذوا لوحة يزينون بها جدر البيوت وهي:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٢ - ٣] لكن هذه بدل أن تكون على الجدار يجب أن تكون في القلب، وإذا حلت في القلب حينئذ لم يسأل المسلم عن البديل؛ لأنه يعلم كما قال عليه السلام .. انظر الأحاديث كيف تتجاوب بعضها مع بعض! «من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه» يا أخي! أنت إذا تركت العمل مع البنك الفلاني أو العلاني تقوى لله رزقك الله من حيث لا تظن ولا تحتسب.
وأنا أذكر بهذه المناسبة حديثين عجيبين غريبين لكننا نحن معشر المسلمين بحاجة إليهما جداً في عصر غلبت عليه المادة وحب الدنيا رأس كل خطيئة كما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة التي لا تصح لكن معناه جميل: «حب