للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا رأس كل خطيئة» وهذا جاء في الحديث ما يغني عنه ويزيد عليه: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» إذا تبايعتم بالعينة لماذا؟ حباً في المال، هو هذا حباً في المال أوصلنا إلى الذل أن يسيطر علينا أذل أمة على وجه الأرض، في كل تاريخ الأرض هم اليهود لماذا؟ لأن الرسول أوعدنا فقال: «إذا تبايعتم بالعينة» العينة: هو نوع من أنواع المعاملات الربوية، «وأخذتم أذناب البقر» كناية عن الاشتغال بالضرع والزرع وتركنا الجهاد في سبيل الله، والسؤال عن أحكام الله، لا نبالي إلا بالمال كما جاء في صحيح البخاري، قال عليه السلام: «يأتي زمان على أمتي لا يبالي أمن حلال أكل أم من حرام» أو كما قال عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث في صحيح البخاري.

هذا هو زماننا، فإذاً: العباد اتقوا الله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: ٢] إلى آخر الآية.

أحد الحديثين المذكورين آنفاً لعل هذا الحديث وذاك يبقى في قلوب بعض الحاضرين ثم يبلغه الغائبين الذين ابتلوا بحب الدنيا فلا يسألون عن الحرام ليجتنبوه، وعن الحلال ليواقعوه، قال عليه الصلاة والسلام: «جاء رجل ممن قبلكم إلى غني فقال له: أقرضني مائة دينار، قال: هات الكفيل، قال: الله الكفيل، قال: هات الشهيد، قال: الله الشهيد فنقده مائة دينار» وتواعدا للوفاء على يوم موعود، أخذ الرجل المائة دينار وانطلق يعمل في البحر مسافة بعيدة، ثم جاء اليوم الموعود فعرف بأنه لا يستطيع أن يسلم الدين الذي عليه في ذاك اليوم.

انظروا ماذا فعل! أخذ خشبة فنقرها حفرها ودك فيها مائة دينار وأحسن دكها وحبسها ثم جاء إلى ساحل البحر الذي هو يعمل فيه فقال: أنت كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>