الكفيل، وأنت كنت الشهيد ورمى بالخشبة في البحر، ستقولون وأنا معكم فقط ابتداءً لا انتهاءً، ستقولون: هذا عمل مجنون، ما معنى إلقاء خشبة فيها وزن ثقيل مائة دينار وفي البحر، لكن هذا الرجل اعتمد على الله حينما سدت عليه الأسباب الكونية المشروعة فاعتمد على الله وقال: أنت كنت الكفيل، وأنت كنت الشهيد، أنت بمعرفتك بقدرتك اجعل لي حلاً.
فربنا عز وجل بقدرته العظيمة التي لا حدود لها أمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى مجلس الدائن، والدائن خرج في اليوم الموعد ليتلقى المدين ويستلم منه الدين، وصبر صبر .. انتظر انتظر .. ما جاء، لكن وقع بصره على خشبة تتقاذفها وتتلاعب بها الأمواج بين يديه، فمد يده إليها وإذا هي ليست خشبة كالأخشاب وازنة وثقيلة فعجب منها وأخذها إلى داره وعندما كسرها وإذا بها مائة دينار حجر أحمر .. ذهب أحمر.
بعد قليل جاء المدين .. انظروا الدين ماذا يعمل بأهله وأصحابه؟ ! نقده مائة دينار تجاهل ما فعله لماذا؟ لأنه غير جار على السنن الكونية .. ليس بريد مضمون .. حتى يكون آخذ سند أنه وصل لفلان المائة دينار وانتهى الأمر، لا، المسألة فوق الأسباب رماها في البحر كما علمتم؛ ولذلك تجاهل ما فعل وسلم مائة دينار للدائن، الدائن كالمدين كلاهما أتقياء وكما قيل: إن الطيور على أشكالها تقع، الرجل جلس يفكر فيما يبدو أنه أنا قبضت مائة دينار بطريق البحر والآن سأقبض مائة دينار بطريق المدين، فحكى له القصة أنه خرجت للقائك واستقبالك فلما أتيت وجدت خشبة وأخذتها وكسرتها وإذا فيها مائة دينار، قال: والله القصة كذا وكذا، أنا عندما وجدت نفسي لا أستطيع أن أعود إلى البلد وأسلمك المائة دينار فعلت كذا وكذا، فقال الدائن: بارك الله لك في مالك خذ المائة دينار التي أعطيتنيها وصلني حقي، بطريق البحر.
لو وقعت هذه القصة مثلها اليوم وصلت إلى إنسان مائة دينار بطريق لا