يعلمها أحد إلا الله تبارك وتعالى، من سيرد هذه الأموال إذا جاء إنسان يقول له: أنا أرسلت لك بطريقة غريبة قليلاً هل وصلك؟ لا، ما وصلني، لو أنكر لا يوجد عليه شهود، والمدعي لا يستطيع أن يثبت، لكن الإيمان يأتي بالعجائب، وهذه القصة من العجائب بين الدائن والمدين عجيبتان يجب نحن أن نعتبر بذلك حتى نتقي الله عز وجل.
الحديث الثاني، وبه ننهي الجلسة لنقوم نصلي إن شاء الله هنا صلاة العشاء: قال عليه الصلاة والسلام، قبل هذا: الحديث الأول في صحيح البخاري، والحديث التالي الثاني في صحيح مسلم، قال عليه الصلاة والسلام:«بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض إذ سمع صوتاً من السحاب يقول: اسق أرض فلان» صوت من السحاب كما يتكلم البشر على وجه الأرض، هناك شخص يتكلم بلغة البشر ولكن في السحاب: يا سحاب! اسق أرض فلان بن فلان، كان يمشي مثلاً شرقاً سار جنوباً، مشى الرجل الأرضي مع السحاب وإذا به يرى السحاب يفرغ مشحونه من المطر في حديقة، يطل عليها وإذا به يرى رجلاً يعمل فيها في أرضه في حديقته، فيأتي إليه ويسلم عليه .. ينظر إليه صاحب الحديقة فيراه رجلاً غريباً ليس من أهل تلك القرية، وتعرفون القرى قديماً ما كانت بهذه السعة وبعدد النفوس التي ممكن الإنسان يتعرض على أقاربه لكثرة العدد فضلاً عن بعده، فكانت القرية محدودة العدد، الوجوه معروفة، فلما رأى الرجل قال له: كأنك أنت رجل غريب؟ ! قال له: نعم، فما الذي جاء بك؟ قال: أنا كنت أمشي فسمعت صوتاً من السحاب يقول للسحاب: اسق أرض فلان، فأنا أتيت والسحاب وإذا بالسحاب يفرغ مشحونه من المطر في أرضك، فبم نلت ذلك من ربك؟ هذا شأن الصالحين ليس عندهم العنجهية وهذه الكبرياء، يقول: والله أنا لا أدري، أنا رجل عادي لكن عندي هذه الأرض فأزرعها وأخدمها، ثم أحصدها فأجعل حصيدها ثلاثة أثلاث: ثلث أعيده إلى الأرض، وثلث أنفقه على نفسي