التلحين، فقد يضم إلى صوت الإنسان، إما التصفيق بأحد اليدين على الأخرى، وإما الضرب بقضيب على فخذ وجلد، وإما الضرب باليد على أختها، أو غيرها؛ على دف أو طبل، كناقوس النصارى، والنفخ في صفارة كبوق اليهود، فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في ضلالته وجهالته».
ومن العلماء الذين بالغوا في الإنكار على غناء الصوفية القاضي أبو الطيب الطبري فقال:
«وهذه الطائفة مخالفة لجماعة المسلمين؛ لأنهم جعلوا الغناء ديناً وطاعة، ورأت إعلانه في المساجد والجوامع، وسائر البقاع الشريفة والمشاهد الكريمة».
ومنهم الإمام الطرطوشي، سئل عن قوم في مكان يقرؤون شيئاً من القرآن، ثم ينشد لهم منشد شيئاً من الشعر، فيرقصون ويطربون، ويضربون بالدف والشبابة، هل الحضور معهم حلال أو لا؟
فأجاب: مذهب الصوفية هذا بطالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأما الرقص والتواجد، فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، فأتوا يرقصون حوله، ويتواجدون، وهو-أي: الرقص- دين الكفار وعباد العجل، وإنما كان مجلس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعوهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم من أئمة المسلمين».
ومنهم الإمام القرطبي، قال بعد أن ذكر الغناء الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن، وفيه وصف النساء والخمر وغيرهما من الأمور المحرمة، ولا يختلف