للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تحريمه:

«وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك؛ فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير حتى لقد ظهرت في كثير منهم فعلات المجانين والصبيان، حتى رقصوا بحركات متطابقة، وتقطيعات متلاحقة، وانتهى التواقح بقوم منهم إلى أن جعلوها من باب القرب وصالح الأعمال، وأن ذلك يثمر سني الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل المخرفة، والله تعالى المستعان».

وقد أفتى بنحو هذا الإمام الحافظ ابن الصلاح في فتوى له مسهبة جواباً على سؤال من بعضهم عمن يستحلون الغناء بالدف والشبابة مع الرقص والتصفيق، ويعتقدون أن ذلك حلال وقربة، وأنه من أفضل العبادات! ؟

فأجاب رحمه الله بما خلاصته مما يناسب المقام، قال:

«لقد كذبوا على الله سبحانه وتعالى، وشايعوا بقولهم هذا باطنية الملحدين، وخالفوا إجماع المسلمين، ومن خالف إجماعهم، فعليه ما في قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

ومنهم الإمام الشاطبي-رحمه الله- فقال إجابة عن سؤال وجه إليه عن قوم ينتمون إلى الصوفية؛ يجتمعون فيذكرون الله جهراً بصوت واحد، ثم يغنون ويرقصون؟ ! :

«إن ذلك كله من البدع المحدثات المخالفة طريقة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وطريقة أصحابه والتابعين لهم بإحسان، فنفع الله بذلك من شاء من خلقه».

ثم ذكر أن الجواب لما وصل إلى بعض البلاد قامت القيامة على العاملين بتلك البدع، وخافوا اندراس طريقتهم وانقطاع أكلهم منها، فلجؤوا إلى فتاوى

<<  <  ج: ص:  >  >>