وما لي أذهب بالقراء بعيداً، فهذا الشيخ الغزالي الذي اشتهر بأنه من الدعاة الإسلاميين، وأعطي من أجل ذلك جائزة (إسلامية) عالمية كبرى! ! بتسبيح الغناء المذكور، ولو من أم كلثوم وفيروز! وحينما أنكر عليه أحد الطلبة استماعه لأغنية أم كلثوم فيما أظن:
أين ما يُدعى ظلاما ... يا رفيق الليل أينا؟
أجاب بقوله:«إنني أعني شيئاً آخر»! (ص ٧٥/السنة)، يعني أن نيته حسنة!
وكان قبل ذلك (ص ٧٠) وضع حديث «إنما الأعمال بالنيات» في غير موضعه، وذلك من الأدلة الكثيرة على جهله بفقه السنة، لأن معناه:«إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة» كما يدل على ذلك تمام الحديث، وهو ظاهر بأدنى تأمل، ولكن {من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
وختاماً أقول: لو لم يكن من شؤم الغناء الصوفي إلا قول أحدهم:
«سماع الغناء أنفع للمريد من سماع القرآن من ستة أوجه أو سبعة»! لكفى! !
ولما قرأت هذا في «مسألة السماع» لابن القيم (١/ ١٦١)، لم أكد أصدق أن هذا يقوله مسلم، حتى رأيته في كلام الغزالي في «الإحياء»(٢/ ٢٩٨) وبعبارة مطلقة؛ غير مقيدة بـ (المريد) مع الأسف الشديد! وأكده بأن أورد على نفسه سؤالاً أو اعتراضاً خلاصته:
إذا كان كلام الله تعالى أفضل من الغناء لا محالة فما بالهم لا يجتمعون على قارئ القرآن؟ فأجاب بقوله:
«فاعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن من سبعة أوجه ... »!