للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى، فإذاً قوله عليه السلام: «العنونهن فإنهن ملعونات»، دليل صريح على جواز اللعن للمتبرجات من النساء، أما هل يجوز ذلك علناً، فالجواب كما سمعتم يجوز ذلك؛ لأن الصحابة لعنوا ذاك الرجل علناً، ولكن إذا أردنا أن نلعن النساء المتبرجات اقتداء بأولئك الأصحاب الكرام الذين لعنوا الظالم وأقرهم الرسول عليه السلام ينبغي أن نلاحظ أن أولئك أرادوا تربية ذلك الظالم وردعه عن ظلمه، فإذا كنا نحن نريد أن نرفع صوتنا مسمعين لعنتنا للفاسقات أو المتبرجات إصلاحاً لهن، ويغلب على ظننا أن هذه الوسيلة تكون تربية لهن، فهذا هو المشروع، أما إذا كان أولاً لا يترتب من وراء هذا الإعلان مصلحة كما أظن

أنا في هذا الزمان، بل قد يترتب من وراء هذا الإعلان مفسدة؛ لأن الجو العام ليس مع الإسلام، وليس مع شرائع الإسلام، فأنتم تسمعون مثلاً ليلاً نهاراً كثير من الفساق والفجار والذين لا خلاق لهم يسبون الله عز وجل، ويسبون الرسول، ويسبون الدين، والقانون لا يهتم بذلك، أما لو سب الـ حضرة الملك، جلالة الملك، فسرعان ما يؤخذ ويحاكم ويسجن وو إلى آخره، فكأنهم جعلوا الملك فوق الجلالة الحقيقية، فوق رب العزة، فالجو إذاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يساعد لتطبيق الجهر بلعن النساء الفاجرات؛ لأنه سيؤخذ وسيذم ويشتم وربما يسجن، ثم يصير معه مثل ما صار مع بعض ضعفاء الإيمان لما هزمت العراق وانتصر الكفار، شو قال صاحبك هذا اللي مو صاحبك:

مداخلة: هههه

مداخلة: هذاك قال: إن الآن آمنت أن المسيحية هي الحق؛ لأنها انتصرت على الإسلام.

الشيخ: الله أكبر! أهذا بيقوله مسلم؛ فالمهم هنا إذاً في موضوع الجهر باللعن للمتبرجات مباشرة يدخل في السياسة الشرعية، فحيث غلب على

<<  <  ج: ص:  >  >>