للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تلك البلاد، فلو أن السلاح كان هناك متوفراً، لكان المدد البشري أيضاً من جملة الإعداد المأمور به في الإسلام، ولكن هذا لا يعني أن الفرض العيني سقط عن الشعوب الأخرى، مع ذلك مع الاعتراف بهذه الحقيقة، فأنا قلت بأن الأمر يعود إلى قلة السلاح هناك؛ لبيان أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يقفوا عند هذه الظاهرة، ولا يتعمقوا في معرفة السبب، وفي رأيي السبب هو ما ذكرت آنفاً، وإلا من الذي يشك بأن الشعب الأفغاني لو كان عنده من السلاح، من العتاد والبشر قوة أكثر من الواقع الآن، من الذي يعتقد أن الحرب كانت ستستمر إلى هذا الوقت، وبخاصة بعد أن حصل القتال، فلم نسمع ولم نشاهد مع الأسف انحصر القتال بين المسلمين وبين الشيوعيين ووقفوا عند بعض البلاد من العواصم هناك، لماذا؟ لأن القوة الموجودة في الأفغانيين ما هي كافية للقضاء على البقية الباقية من الشيوعيين وأن يضعوا يدهم على البلاد الأفغانية بكاملها السبب في هذا هو عدم وجود العدة الكافية ولو كانت العدة الكافية موجودة؛ كان من الأمر الطبيعي جداً أن يَعْقِلَ أولئك الناس بأن فرض العين لن ينحصر في الشعب الأفغاني هذا من جهة.

ومن جهة أخرى اعتقد أنه ولو أن الأمر كان كما وصفنا، فلا بد من مشاركة المسلمين الآخرين في الذهاب إلى الجهاد في أفغانستان، وذلك من باب: أن المرء قوي بأخيه، وأن الأفغانيين حينما يرون المسلمين الآخرين يساعدونهم بكل ما لديهم من قوة سواء كانت قوة بشرية، أو قوة سلاحية، فذلك مما لاشك فيه أنه مما يقوي عزائمهم ويشجعهم على الاستمرار في هذه الحرب المجيدة الطويلة التي لو هب المسلمون جميعاً هبة رجل واحد لانتهت في أقل من هذه المدة بكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>