للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعض الأسباب في بعض الأحاديث الثابتة، من أشهرها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» فالرجوع إلى الدين هو الواجب الأول اليوم على المسلمين الذين يريدون أن يجاهدوا في سبيل الله حقاً، والرجوع إلى الدين معناه الرجوع إلى أحكامه التي أنزلها الله تبارك وتعالى على قلب نبيه عليه الصلاة والسلام، وبخاصة الرجوع إلى الكسب الحلال الذي ابتعد عنه كثير من المسلمين إن لم نقل: أكثر المسلمين اليوم وبخاصة التجار منهم، فإذا ما وقع المسلمون فيها استحقوا الذل أن يقع عليهم من عدوهم.

قال عليه السلام: «إذا تبايعتم بالعينة» التبايع بالعينة ذكرنا أكثر من مرة ولا أريد الآن العود إلى ذلك، وإنما هي صورة من صور البيوع المحرمة، بل هي صورة من صور البيوع الربوية، وأصل هذا البيع المسمى ببيع العينة ما ابتلي المسلمون به اليوم جميعاً إلا قليلاً جداً جداً، وهو معروف بين ظهرانيكم وواقع وهو بيع التقسيط، بيع العينة قائم على بيع التقسيط، بيع التقسيط من حيث هو وفاء على أقساط فليس فيه شيء، بل هو أفضل من بيع النقد، لكن إذا استغل هذا البيع بيع التقسيط بثمن زائد عن بيع النقد فهذا رباً بشهادة قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا»، «من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما» أي: أنقصهما ثمناً، (أو ربا).

اليوم هؤلاء المسلمون الذين يريدون أن يجاهدوا في سبيل الله، ويتحمسون للجهاد في سبيل الله، ولا سبيل لهم إلى ذلك فيما ذكرناه وسبق، لماذا لا يجاهدون أنفسهم فلا يبيعون بيعتين في بيعة واحدة بسعرين متفاوتين،

<<  <  ج: ص:  >  >>