مع الناس، وفي تخلقهم بالأخلاق الإسلامية بقدر، والأمر يحتاج إن شاء الله إلى تتمة ليظهر ثمرة ذلك عما قريب إن شاء الله تبارك وتعالى.
(الهدى والنور/ ٨/ ١٠: ١٤: .. )
سؤال آخر: له علاقة بهذا البحث، السؤال: فما موقف من جاهد نفسه بأن سار على منهج الله سبحانه عقيدة وفروعاً، وجهز ماله ونفسه لقتال أعداء الدين في الأفغان مثلاً لتيسير سبل الوصول إليها؟
الجواب: نحن لا نرى مانعاً من الذهاب، لكن لا نعتقد أن الجهاد لصد هؤلاء الأعداء يكون جهاداً فردياً، لابد أن يكون جهاداً منظماً من المسلمين، وأن يكون عليهم قائد، والذي نسميه باللغة الشرعية: خليفة للمسلمين، هو الذي يتولى توجيههم ويتولى تسييرهم ويتولى إعدادهم، القضية ما هي قضية شخص متحمس زعم بأنه قام بكل ما يجب عليه، وفي هذه الدعوة ما فيها من التسليم، هذا أمر جدلي أفترضه، مع ذلك حتى إن تحقق ذلك في بعض الأفراد، فهؤلاء الأفراد لا يستطيعون أن يشكلوا الجماعة التي يجاهدون في سبيل الله تحت خليفة يبايع من الأمة المسلمة، القضية ليست بهذه البساطة التي يتصورها بعض المتحمسين للجهاد في سبيل الله، وهم بلا شك يثابون على حماسهم هذا، ولكن يجب أن يتئدوا، وأن يترووا في القضية ويعرفوا شروط الجهاد في سبيل الله، لا يكون ثورة، ولا يكون عاطفة جياشة وإنما تكون عن تدبير وقوة.
اليوم لو نظرنا إلى ناحية خُلُقية فقط، ربنا عز وجل ذكر في القرآن الكريم أن من أسباب ضعف المسلمين هو التنازع والاختلاف، فيقول عز وجل:{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦]«تذهب ريحكم» يعني: