للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسياسة الشرعية، فلذلك فأنا أعني ما أقول أن السياسة من الشرع ولاشك، ولكن مَنْ الذي يستطيع أن يسوس المسلمين إذا كان أو إذا تيسر له أن يكون حاكماً تكون سلطة الحكم في يده، من يستطيع أن يسوس الأمة أو الشعب المسلم السياسة الشرعية لاشك أنه يجب أن تتوفر فيه خصال جمة من أهمها أن يكون عالماً بالكتاب والسنة لذلك لما لم نجد حتى اليوم جماعه تأسسوا وتربوا أيضاً على هذا المنهج الصحيح، ثم تهيؤوا للعمل السياسي الإسلامي الصحيح، لا ننصح لما لم نجد لا ننصح أخواننا السلفيين في أرض الله الواسعة في كل بلد إسلامي أن يعملوا عملاً سياسياً ولو كان هذا العمل نابعاً من أنفسهم فضلاً عن أن يكونوا فيه أو في هذا العمل تبعاً لغيرهم، ما ننصح بهذا أبداً ذلك، لأن العمل السياسي يحتاج في الحقيقة إلى مقدمات كثيرة واتخاذ أسباب جمة ليمكن هؤلاء الذين تأسسوا وتربوا على هذا المنهج أن يقوموا بالسياسة الشرعية وفيما نعلم كل الأجواء في البلاد الإسلامية اليوم لا يوجد فيها جماعة ولنقلها لفظةً قرآنيةً ((أمة)) تكتلت وتجمعت على هذا المنهج الإسلامي الصحيح ولم

يبق لديهم ما ينقصهم من القيام من الواجبات الشرعية إلا العمل السياسي، لا نعلم أن طائفة أو جماعة أو أمه توجد اليوم على وجه الأرض أنه لا ينقصها إلا العمل السياسي، العمل السياسي في اعتقادي إنما يأتي بعد زمن واستعدادات جمة تقوم بها الطائفة المنصورة الذي جاء ذكرها في الحديث المشهور المتواتر عن الرسول عليه السلام «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» فلذلك أنا لا أنصح أبداً إخواننا الجزائريين بل ولا أنصح غيرهم من المسلمين في كل بلاد الدنيا أن ينصرفوا عن الدعوة ونشر الدعوة المستقاة من الكتاب والسنة إلى العمل السياسي لأن هذا يَرْدُ عليه اعتراضات: الأول سبق ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>