المعتزلة وتبعهم الأشاعرة في جملة ما تابعوهم عليه: لا، ربنا لا ينزل كما قالوا: لا يجيء، قالوا أيضاً لا ينزل، إذاً: ما معنى ينزل ربنا؟ أي: رحمته هذا تأويل، هذا التأويل هو تعطيل، يلزم من هذا التعطيل إنكار حقائق شرعية متعلقة بالصفات الإلهية، ربنا عز وجل حينما يصف نفسه في كتابه، أو على لسان نبيه صلى الله وعليه وآله وسلم، فإنما ذلك ليُعَرِّف عباده به تبارك وتعالى؛ لأنه غائب عنا، ولا يمكننا أن نراه إلا يوم القيامة إن شاء الله، فحينما نأتي إلى آيات الصفات وأحاديث الصفات، فنأتي لها بمعاني غير المعاني الظاهرة الجلية من النصوص القرآنية أو الحديثية، فمعنى ذلك أننا أنكرنا هذه الصفات الإلهية، جاء ربك ما جاء ربك، ينزل ربنا لا ينزل ربنا سبحان الله، لو كان هناك نص أنه لا يجيء ولا ينزل، كنا بنأمن، لكن النصوص على خلاف ذلك، فكيف نصف ربنا بما لم يصف نفسه به، وننزهه عما وصف نفسه به، هذا هو التعطيل، وهذا مما وقعت فيه كما قلنا بعض المذاهب الإسلامية السنية، كالماتريدية، والأشعرية.
لهذا قلنا: إننا ندعوإلى اتباع الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح حتى ما نقع في مثل هذه الانحرافات التي ابتدأها المعتزلة، ثم تبعهم عليها كثير ممن ينتمون إلى أهل السنة والجماعة، أهل السنة والجماعة اليوم في عرف العصر الحاضر، وفي الأزهر الشريف، والجامعات الإسلامية وإلى آخره هي أهل الحديث، والماتريدية والأشعرية، طيب هذه مذاهب ثلاثة في العقيدة، وكيف يكون هناك ثلاثة مذاهب في العقيدة؟ في الأمور الغيبية؟ .
يقولون: اختلافهم رحمة، كان يمكن أن يكون هذا وقد قيل هذا في الأحكام، اختلافهم رحمة في الأحكام، يعني: فيه تيسير، كما يقول بعض الجهلة: إنه يوم القيامة يقف على أول الصراط؛ ... الهالوعة، فكأنه هم المحاسِبين الناس، يأتي