الرجل مثلاً حنفي المذهب صلى على كيفية، لكن هي تصح في مذهب ثاني يقول له: الإمام الثاني تعال هُوِن صلاتك صحيحة على مذهبي، وهكذا، فهذا هو الضلال المبين.
فقلت: يمكن أن يقال: إن الاختلاف في الفروع فيه يُسْر، وبنوا على ذلك هذه الخرافة التي ذكرناها متعلقة بالصراط، مع ذلك الاختلاف ليس برحمة حتى في الفروع، فما بالنا نقول: ثلاثة مذاهب في العقيدة التي لا يمكن أن يتصور فيها شكلان في العقيدة.
في بعض الأحكام الشرعية ممكن يكون في وجهين يعني: كما يعبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيقول: الاختلاف نوعان: اختلاف تضاد، واختلاف تنوع، اختلاف تضاد: فلان توضأ ولمس امرأة ما حكم وضوءه؟ قول: انتقض وضوؤه، وقول: ما انتقض وضوؤه، هذا اختلاف تضاد، لا يمكن أن يكون القولان صحيحين في واقع الشرع، وإنما أحدهما هو الصحيح، ما هو الصحيح؟ يعرفه أهل العلم، وأهل العلم الذين يستقون العلم من الكتاب والسنة، هذا اختلاف تضاد، لا يمكن أن يكون القولين صحيحين.
اختلاف تنوع: الإمام الشافعي يقول: دعاء الاستفتاح: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ... إلى آخره.
الإمام أبو حنيفة يقول: سبحانك اللهم بحمدك.
المحدثون: اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... إلى آخره.
في تعارض تصادم؟ ما في تعارض تصادم، إن أنت استفتحت بوَجَّهْتُ جاز، سبحانك جاز، اللهم باعد جاز، وفي هناك أدعية أخرى كثيرة ذكرتها في صفة الصلاة، هذا اختلاف تنوع.