أما في العقيدة، لا يمكن أن يتصور اختلاف بوجه من الوجوه إطلاقاً، يعني: ربنا إما أنه ينزل أولا ينزل، يجيء أولا يجيء، استوى على العرش أوما استوى على العرش، ونحو ذلك، مع هذا وجدت في العقيدة ثلاثة مذاهب كيف يُتصور هذه المذاهب الثلاثة في العقيدة تكون حق؟ وربنا عز وجل يقول:{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ}[يونس: ٣٢].
لذلك؛ لكي نكون في منجاةٍ من الوقوع في مثل هذا الاختلاف، وفي منجاة من الوقوع في مثل هذا الانحراف عن الكتاب والسنة فهماً: ليس إيماناً بالكتاب والسنة كل الفرق الإسلامية تؤمن بالكتاب والسنة، لكن الكثير منها لا يؤمن بالكتاب والسنة، يؤمن به لفظاً، لكن لا يؤمن به معنىً، فما الفائدة من الإيمان باللفظ دون الإيمان بالمعنى؟ فعرفت كيف يؤمنون باللفظ؟ فلا يؤمنون بالمعنى، لذلك تحاشياً من الوقوع في مثل هذا الانحراف نحن ندعو إلى اتباع الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، كيف يمكننا أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح سواءً ما كان متعلقاً بالعقيدة، أو كان متعلقاً بالفقه، أو ما كان متعلقاً بالسلوك.
الطريق الذي به نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام: هو نفس الطريق الذي به نعرف ما كان عليه السلف الصالح، أي: باختصار الطريق الرواية، طريق الحديث، وتلقي الروايات المتعلقة سواءً ما كان منها للنبي صلى الله وعليه وآله وسلم، أو بالسلف الصالح أو بطريق الروايات والحديث.
هذا الطريق حاد عنه جماهير المسلمين اليوم، وقبل اليوم بقرون، فجماهيرهم كانوا يعتمدون في فهم الكتاب والسنة على آرائهم، وما كانوا يشعرون مطلقاً في داخلة نفوسهم أنهم بحاجة إلى أن يستعينوا على فهم الكتاب والسنة بآثار