للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرضية العمل الصالح لا، فربنا عز وجل يأمر المسلمين أن يعدلوا في إصدارهم أحكامهم على الناس وبخاصة إذا كانوا من المسلمين، (فالإيمان عند أهل السنة تعريفه إقرار باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان).

أما عند المرجئة والحنفية اليوم فالإيمان هو إقرار باللسان وتصديق بالجنان فقط، أي: لا يدخلون الأعمال الصالحة في مسمى الإيمان، قلت آنفاً: لكن لا ينبغي أن يفهم أحد أنهم لا يأمرون بالاعمال الصالحة التي أمر الله بها حاشاهم من ذلك لكنهم لا يجعلون من تمام الإيمان العمل الصالح، وهذا من الأخطاء التي ترتبت من وراء قديماً سبب مثل هذا الخطأ عدم توافر السنة مجموعة عند بعض الأئمة السابقين، هذه السنة التي تبين للناس ما أنزل الله عز وجل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام.

لذلك نجد في القرآن الكريم رب العالمين كلما ذكر الإيمان قرن به العمل الصالح فقال هنا: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: ٢ - ٣]، ما اقتصر ربنا عز وجل على قوله: الذين آمنوا وإنما عطف على ذلك قوله: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: ٢]، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَات} [العصر: ٣]، لذلك فلا يتم ولا يكمل إيمان المؤمن إلا بشيئين اثنين:

الأول: العلم، أن يعلم الإنسان ما هو الإيمان وما هو العمل الصالح، فإن كثيراً من الناس يتقربون إلى الله تبارك وتعالى بأعمال يظنونها صالحة وهي في الواقع لا تقربهم إلى الله زلفى بل قد تبعدهم عن الجنة مسافات كثيرة جداً.

لذلك فلا بد لمعرفة الإيمان والعمل الصالح من العلم بالكتاب والسنة، ولا ضرورة بنا أن نذكرأنه ليس كل مسلم مكلفاً أن يكون عالماً بالكتاب والسنة لكنه مكلف إما أن يكون عالماً وإما أن يكون متعلماً ولو بطريقة

<<  <  ج: ص:  >  >>