هذا التواصي بالحق من تمام العمل الصالح، إذا رأيت مسلماً يسيء صلاته، إذا رأيت مسلماً يسيء عبادته، يسيء خلقه، يسيء معاملته للناس فعليك أن تنصحه وأن توصيه باتباع الحق وأن لا يعيش مع الباطل، هذا أمر أخل به جماهير الناس.
والشيء الذي أردت الوصول إليه في التعليق على هذه السورة هو ما جاء في سؤال أحد إخواننا عما يصيب المسلمين من اضطهاد والضغط وربما التعذيب وربما القتل كما يقع وكما صار ذائعاً شائعاً مع الأسف، ما يصيب إخواننا المسلمين في الجزائر ثم في ليبيا من الحكام الفجرة الظلمة من محاربتهم دون ما يحاربون به الملحدين، فطلب السائل المشار إليه آنفاً وصية أوجهها إلى أولئك الإخوان المقيمين في تلك البلاد فوصيتي قبل أن يعلن الكفر قرنه وعداءه الشديد للمسلمين في تلك البلاد حينما كان يبلغنا أنهم لا يستطيعون الجهر بالدعوة دعوة الحق قلنا لهم: عليكم أن تهاجروا إلى بلاد إسلامية تتمكنون فيها من القيام بشعائر دينكم، أما وقد اشتد الضغط واشتد الكرب فقد تأكدت الهجرة اقتداءً بالمهاجرين الأولين الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة أولاً ثم من مكة إلى المدينة النبوية ثانياً.
لا يفهمن أحد من قوله عليه الصلاة والسلام:«لا هجرة بعد الفتح وإنما هو جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا» لا يفهمن أحد أن الهجرة قد انقطعت، ينبغي أن تعلموا وهذا من العلم الواجب تعلمه كما أشرت إليه آنفاً أن العلم قبل الإيمان، يجب أن تعلموا أن الهجرة هجرتان، هجرة رفعت وهجرة بقيت وهي مستمرة إلى يوم القيامة.