الشيخ: لا يمكن؛ يجب لكن أنت حصرت الموضوع في فلسطين، الذين في فلسطين ما يستطيعون أن يعملوا شيئاً، لكن يجب على العالم الإسلامي نصرة الفلسطينيين وهذا غير موجود، لكن أنت سؤالك محصور في الانتفاضة وفي الفلسطينيين وها هو جوابي، وأنا لا فرق عندي بين الجهاد في أفغانستان وبين الجهاد في فلسطين، كلٌ من الجهادين يجب تأييدهما لكن عندي فرق كبير بين الجهاد في فلسطين إن كان هناك جهاداً، وبين الجهاد القائم في أفغانستان.
مع الأسف الشديد كما نعلم كان الطريق إلى عهد قريب بالنسبة لأفغانستان مفتوحاً لإعانة أولئك المسلمين بالمسلمين الآخرين من كل بلاد الإسلام، كان الطريق مفتوحاً، ولعله بدأ يضيق وقد يغلق.
أما في فلسطين فهو مغلق بالكلية، فلا يمكن إمدادهم بما يجب إمدادهم به من الأشخاص أو السلاح، وعلى ضوء هذا الواقع المؤلم أقول: إن الانتفاضة هذه في فلسطين لا تفيدهم شيئاً إطلاقاً، وإنما يعني يقتل يهودي فيقتل مقابله عشرات من المسلمين غير الذين يسجنون وغير الذين يعذبون إلى آخره.
فالمهم أنه يجب الاستعداد، أنا أفهم الآية المعروفة التي يلهج بها كثير من الدعاة ثم ينسون فحواها، ألا وهي قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: ٦٠].
المعنى الظاهر منه واضح جداً وهو الإعداد المادي، وهذا غير متحقق في فلسطين أو في أي بلد آخر يتحمس فيه بعض أولئك الشباب الذين يريدون أن يقفوا وأن يحاربوا الطواغيت. ماذا فعل هؤلاء الشباب؟ هل حققوا هذه الآية في دلالتها الصريحة؟ لا يمكنهم، فإذا كان لا يمكنهم فهل يمكنهم أن يقفوا