أمام أو هل يكلفون أن يقفوا أمام الطواغيت بدون سلاح؟ هذا أي هذا الإعداد المادي الذي يشترك في فهمه كل الناس من هذه الآية، لكن هناك شيء آخر أنا ينقدح في نفسي أنه معنىً صحيح ولكن لا يتنبه له، ذلك في قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا}[الأنفال: ٦٠] الخطاب لمن؟ الخطاب بلا شك للمؤمنين الذين أعدوا ما أمكنهم من الإعداد الروحي والديني والخلقي في نفوسهم، هؤلاء هم الذين خوطبوا بما استطعتم:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[الأنفال: ٦٠].
فهل نحن حينما نحمس الناس بهذه الآية نلفت نظرهم أن هذه الآية إنما يخاطب بها الذين استعدوا الاستعداد الأول وهو الاستعداد النفسي، وهنا بهذه المناسبة تعجبني تلك الكلمة التي صدرت من بعض رؤوساء حزب مشهور اليوم لكن الحزب لم ينتفع بهذه الحكمة ألا وهي قوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.
الآن الذين يريدون أن يجاهدوا لو فرضناهم مخلصين في جهادهم - في أي بلد كانوا - فهم لم يعدوا العدة الروحية حتى يتمكنوا فيما بعد ولو بعد لأي أن يعدوا العدة المادية التي هي صريحة في الآية السابقة:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠].
جاء في الحديث الصحيح قوله عليه السلام:«ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» لا شك أن الرمي المقصود في هذا الحديث الرمي المعهود يومئذ وهو الرمي بالسهام والنبال، اليوم لا مفعول لهذا النوع من السلاح القديم، لكن هناك رمي من سلاح جديد فهل هذا معد من أي جماعة وبخاصة التي تعلن عن نفسها وتسمي نفسها بأنها جماعة الجهاد، هؤلاء يا جماعة ما يستطيعون أن ينهضوا بتطبيق هذه الآية ما دام أنهم يعيشون تحت حكم كافر كما يصرحون هم.