ويصيب، أما نبينا فلا يخطئ في الشرع مطلقاً، بل هومعصوم كما ذكرنا آنفاً، من هنا يجب أن نجعل تعصبنا في ديننا فقط لرجل واحد ألا وهورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا نتعصب لعالم من علماء المسلمين، وإنما نستعين بهم ونسترشد بهم ليدلونا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هذا شيء.
وشيء ثاني: قد أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بحقيقة نلمسها الآن في هذا الزمان لمس اليد كما يقال؛ ذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء»، «إن الإسلام بدأ غريباً -أي: كما بدأ- وسيعود غريباً فطوبى للغرباء»، هذا الحديث هكذا في صحيح مسلم، ثم جاء في بعض الروايات الأخرى الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تفسير هؤلاء الغرباء، والتفسير جاء على نوعين: أحدهما: لما قيل له: «من هم الغرباء يا رسول الله؟ قال: هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، وهذه الحقيقة لا يشترك في معرفتها خاصة الناس وهم العلماء، بل بعض العلماء، وإنما كل المتدينين يلمسون هذه الحقيقة؛ وذلك يتضح من السؤال التالي: هل أكثر المسلمين اليوم يطيعون الله في أحكام دينهم، أم يعصونه؟ يعصونه الأكثرون هم المخالفون، فإذا صدق هذا الحديث:«الغرباء: هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، الذين لا يصلون أكثر من الذين يصلون، الذين لا يتقون الله في أنفسهم وفي ذويهم ونسائهم وبناتهم وأولادهم أكثر من الذين يتقون وهكذا.
لكن هناك شيء آخر الغربة ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، المعصية قسمان: قسم لأمر معروف صوابه باتفاق المسلمين كالأمثلة السابقة كالصلاة مثلاً، تبرج النساء، فهذا فرض وذاك محرم، كل هذه الأحكام متفق عليها بين المسلمين مع ذلك فأكثر الناس لها تاركون