للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومخالفون، لكن هناك أحكام أُخْرَى يختلف فيها علماء المسلمين أنفسهم، يخرج مثلاً خلافهم في البدع الحسنة والبدع السيئة، مع أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد صَرَّحَ في أكثر من حديث واحد فقال: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكُلّ ضلالة في النار»، وقال في الحديث الآخر: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» مع هذه الأحاديث وغيرها تسمعون اليوم بعض من ينسب إلى العلم يقول: هناك بدع حسنة، فهنا خلاف بين طائفتين من خاصة المسلمين وهم العلماء، فطائفة تقول بقول الرسول: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، وطائفة تقول: لا، هذا الحديث ليس على عمومه، وإنما هناك بدعة حسنة، وأيضاً هذا يحتاج إلى درس خاص ولا أستطيع الخوض فيه الآن، وإنما التذكير بمعنى هذا الحديث؛ حديث الغربة فيه روايتان، نحن الآن في صدد الرواية الأولى: «الغرباء: هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، الحديث الثاني سيجلي لنا معنى ثاني في الحديث الأول لا يتنبه له كثير من الناس، لما قيل له عليه السلام: «منهم الغرباء؟ قال: هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي»، إذاً: هنا غربتان: غربة الصالحين بين الجمهور الطالحين، وغربة ثانية: غربة الصالحين في الصالحين؛ لأن الصالحين هنا قسمان: صالحين اتجهوا إلى عبادة الله، قسم منهم على سنة رسول الله، وقسم منهم خرجوا عن سنة رسول الله من حيث لا يشعرون أويشعرون، حسابهم عند الله تبارك وتعالى، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أخبر عن واقعنا في هذا الزمان، قال:

«الغرباء: هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي».

والآن أختم هذه الكلمة بمثال لعل غيرنا من إخواننا الحاضرين يشاركوننا في بيان ما يحيله إن شاء الله أضرب لكم مثلاً واحداً يبين لكم الخلاف الآن بين من يدعون إلى إحياء السنة وإماتة البدعة، وبين الذين يناصرون البدعة على حساب

<<  <  ج: ص:  >  >>