للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام غريباً في بلاد العرب فهو سيكون أشد غربةً في بلاد الأعاجم وهذا ما شوهد في أفغانستان، مع أن الأمر هناك كان يندفع عن عقيدة إسلامية في الجملة أي: عن الجهاد في سبيل الله عز وجل، أما في البوسنة والهرسك لا تسمع لمثل هذا الكلام ركزاً ولا تجد له حساً فالغربة هناك أشد وأشد بكثير.

فإذا ذهب بعض الجماعات أو بعض الهيئات أو بعض الأفراد في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل وعلى هذا المنهج من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح فهذا هو الواجب اليوم، أما الجهاد فهذه الدماء التي ستراق هناك تذهب هدراً دون فائدة تذكر إطلاقاً؛ لأن الأمر هناك كما لعلك لمست لمس الواقع أو كما قلت آنفاً: هم محاطون بالدول الكافرة خلاف ما كان الوضع في أفغانستان، وأفغانستان كان هناك بوابة واسعة جداً مفتوحة للمسلمين في كل العالم الإسلامي، ولذلك فكانت المساعدات هناك قوية وقوية جداً ولعل ذلك من أسباب اقتراب الأفغانيين لاقتطاف الثمرة لولا الفرقة والتحزب الذي أوقع بينهم وذهبت أتعابهم مع الأسف الشديد على الأقل إلى اليوم ذهبت أدراج الرياح بدون فائدة تذكر.

أما الوضع في البوسنة والهرسك فهي نقطة في بحر من الكفر ومن الضلال، ولو كان هناك دولة مسلمة تهتم بشؤون المسلمين أينما كانوا ومن كانوا ربما تقاعست عن القيام بواجب الجهاد لعلمها أنها لا [تقدر] هي أن تجاهد في هذا البحر من الكفر والضلال.

ومجلس الأمن أو الأمم هو ضد المسلمين في كل بلاد الدنيا، هذا لو كان هناك دولة تهتم بشؤون المسلمين لكن مع الأسف الشديد فالدول الآن من كان منها تهتم بشيء من شؤون المسلمين فهي شؤونهم المادية: الاقتصاد،

<<  <  ج: ص:  >  >>