ترجعوا إلى دينكم» فأنا أقول آسفاً جداً جداً فليرض من يرضى ولا يرضى من لا يرضى، ما يهمنا إلا رضا الله تبارك وتعالى، إن الجهاد .. جهاد المسلمين للكفار لا بد لهم من أن يتخذوا الأسباب التي تؤهلهم للانتصار على عدوهم.
أول تلك الأسباب: أن يؤمنوا بالله ورسوله كما أراد الله ورسوله، وهذا الإيمان اليوم غير متوفر في طائفة متجمعة على هذا المنهج الذي شرحناه آنفاً، وأعتقد أن الذين يذهبون إنما هم أفراد متفرقون في مختلف البلاد لا تجمعهم عقيدة إسلامية صحيحة وإنما هم مختلفون أشد الاختلاف، وقد رأينا ذلك مع الأسف الشديد أكرر الأسف الشديد في الجهاد الأفغاني الذي كنا نأمل ونرجو من الله عز وجل أن نكون الآن قد اقتطفنا ثمار ذلك الجهاد؛ لأن الجماعة أعني بهم المسلمين الأفغان كانوا قد أعلنوها جهاداً في سبيل الإسلام، أما اليوم فليس هناك في البوسنة والهرسك إعلان من البوسنيين والهرسكيين إذا صح التعبير لم يعلنوا الجهاد في سبيل الله، نعم هذا الفارق الكبير بين القتال الذي يقع الآن بين الكفار من الصرب ومن يعينهم وبين المسلمين في البوسنة ومن يعينهم من مختلف المسلمين الذين أشرت إليهم آنفاً مع هذا البون الشاسع بين الجهاد الأفغاني والقتال البوسنوي لم نقطف الثمرة بعد اثني عشر سنة من الجهاد الأفغاني لماذا؟ لأنهم ما اتخذوا العدة التي نحن ندندن حولها الآن وسأبين ذلك بشيء من البيان:
فكلنا يعلم أيضاً آسفين أنه كان هناك سبعة أحزاب وصدق فيهم قول الله عز وجل:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: ٥٣] وكان هناك حزب واحد هو الذي أعلن أنه على منهج السلف الصالح على القرآن والسنة ومع ذلك فقد وقع ما وقع بمقاتلة بعض الأحزاب لهذه الجماعة القائمة على الكتاب