للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسنة كل هذه الأحزاب يعلمون قول رب العالمين: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢]، {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦] لقد فشل الجيل الأول الأطهر الأنور وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في غزوة حنين فقط؛ لأنهم أصيبوا بالعجب المهلك مع أنهم كانوا كاملين في كل النواحي الأخرى فما انتصروا لولا أن الله عز وجل نصرهم في نهاية الأمر على الكافرين فكيف ينتصر المسلمون اليوم على أعدائهم الكفار الصرب ومعهم دول أوروبا كلها، وإن كانوا ظاهراً يدندنون حول الانتصار لهؤلاء المغزوين في دارهم.

فأنا أقول: أن الجهاد لا بد له من استعداد وهذا صريح القرآن الكريم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: ٦٠] أنا أقول لهؤلاء الشباب المتحمس ووجب له هذا التحمس: هل أعدوا العدة التي أشار الله عز وجل إليها في هذه الآية: {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: ٦٠] لا شك أن الله عز وجل حينما أطلق القوة وخص بالذكر رباط الخيل؛ ذلك لأن رباط الخيل كان هو من أسباب القتال التي تساعد المجاهدين على الانتصار على أعدائهم، ولكنه قبل أن يذكر رباط الخيل أطلق القوة، قال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠] فما هي القوة التي أعدها هؤلاء الشباب؟ ظني أنهم سيقولون: إنهم ليس عندهم طائرات ولا دبابات وليس عندهم قتال منظم على الطريقة العسكرية الحديثة العهد الآن من حيث أسلوب القتال وأسلوب الهجوم .. أسلوب الدفاع .. أسلوب الفرار حينما يجوز الفرار وهكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>