للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إنني ألفت النظر: هؤلاء الأفراد من كل الشعوب المسلمة يريدون أن يقاتلون بهذه الوسائل من الأسلحة العادية فما بال الدول الإسلامية تتفرج على هؤلاء المسلمين المَغْزُوِّين في عقر دارهم، ثم على هؤلاء المسلمين الذين يناصرونهم بمثل هذه الأسلحة العادية التي لا تساوي شيئاً بالنسبة لأسلحة الكافر المهاجم ألا وهم الصرب، هلا جهزوا جيوشهم .. هلا أرسلوا دباباتهم .. هلا أرسلوا طائراتهم لنستطيع أن نقول: إنهم قد أعدوا عدتهم في حدود استطاعتهم فلعل الله عز وجل ينصرهم.

نحن ننصح شبابنا المسلم المتحمس وبخاصة بعد أن رأى أن جهاد أولئك المتحمسين في الأفغانستان ذهب أدراج الرياح، مع أن الجهاد هناك كان أولاً باسم الإسلام وثانياً كان يتلقى الإمدادات التي لا يمكن أن يتلقاها هؤلاء الشباب.

مع هذا نحن نقول مبينين لهؤلاء الشباب نكتة في الآية السابقة جاءت المناسبة للتحدث عنها .. ربنا عز وجل حينما خاطب المؤمنين الأولين بقوله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [الأنفال: ٦٠] الخطاب هنا موجه للصحابة المهيئين لتقبل تنفيذ هذا الأمر ومستعدين للقيام به، أي إنهم كانوا قد قاموا بواجب الإعداد المعنوي لذلك وجهت هذه الآية إليهم {وَأَعِدُّوا} [الأنفال: ٦٠] فأنا أستنبط من هذه الآية شيئاً لا يتعرض لذكره المفسرون عادة مع أنه أمر واضح ويجب بيانه بمثل هذه المناسبة ..

حينما خاطب الله عز وجل أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: {وَأَعِدُّوا} [الأنفال: ٦٠] كانوا أهلاً لمثل أي: كانوا مؤمنين بالله ورسوله حق الإيمان، أي: على النحو الذي ندندن نحن حوله اليوم ولا نستطيعه إلا بجهد جهيد، ندندن حول

<<  <  ج: ص:  >  >>