أما بعد: فهذا اليوم المبارك ليلة الاثنين الثاني عشر جمادى الآخرة ١٤٣١ هـ، أي الموافق: الخامس من شهر ديسمبر لعام ١٩٩٢ م، نحمد الله -سبحانه وتعالى- أن وفقني أن آتي إلى هذا المكان لأقابل شيخنا الفاضل الشيخ ناصر الدين الألباني، نستفسر منه بعض ما وصلني من الأخبار عن وجهة نظره القتال الذي يحصل في داخل البوسنة والهرسك، ومدى مشاركة إخواننا إن كانوا من العرب أو من العجم غير البوسنويين، الذين هم تحت قيادتي أنا أبو عبد العزيز في البوسنة والهرسك، فأحببت أن آتي إليه وأستفسره عن صحة هذا الكلام أو بمعنى آخر: هل نحن فعلاً نجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وهل جهادنا في هذا المكان تكون لنا ثمرة يوم نلقى الله -سبحانه وتعالى-، يوماً نتمنى أن نكون مع النبيين والصديقين بجوار ربنا نسأل الله -سبحانه وتعالى- على ذلك، وحسن ظننا بربنا ذلك أنه سيحشرنا مع هؤلاء، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا ويثبتنا على ما نحن عليه، والله أعلم.
ونبدأ مع شيخنا هذا السؤال: عندما بدأت الأحوال والحروب في دولة البوسنة والهرسك ذهبنا هناك وبدأنا الجهاد، وإن شاء الله آتيك بالتفصيل، ولكن في الأيام الأخيرة، أي تقريباً قبل ١٥ يوماً علمت أن هناك شريط تكلم أحد الأخوة الذي هو اسمه أو كنيته أبو غسان أتى عندكم واستفتاكم في الجهاد العَسْكري القتال في البوسنة والهرسك ومدى تطابقه مع الجهاد في سبيل الله، وما إلى ذلك من الأمور، فكانت هذه بعض الأشياء التي ذكرت من بعض الأخوة الذين أتوا للجهاد، ولم يأتوا معهم بالشريط حتى أستمع وأعرف الكلمات التي ذكرت حتى أستطيع أن أتنبه. فأتيت هنا بعد مرور عدة طرق سرية حتى ألتقي بكم، والأمس أخذت الشريط من أحد الأخوة هنا واستمعت إليه، ووضعت بعض النقاط التي ذكرت، وبعض رأيكم أو فتواكم في هذا الموضوع موضوع