من هذه الإقامة في أرضه، فالأحب إليه تلك الأرض التي ليست أرضه، وليست وطنه ما دام أنه يتمكن من أن يقيم أحكام دينه في تلك الأرض، فحب الوطن من الإيمان، كل الوطن يدافعون عن وطنهم فهل هم مؤمنون؟ الجواب: لا، حب الوطن أمر غريزي كحب الحياة، {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}[النساء: ٦٦]، لذلك نصيحتي الأخيرة أن يجعلوا قتالهم لأعدائهم جهاداً في سبيل الله، وقد ذكرنا آنفاً ما هو شرط الجهاد في سبيل الله أن تكون كلمة الله هي العليا، وثمرة ذلك أن الله -عز وجل- إذا نصرهم على عدوهم إذا نصرهم على عدوهم وطردوهم من ديارهم المسلمة فيجب عليهم أن يقوموا كشكر لله ولو أنه هو واجب في الأصل أن يقيموا حكم الله في أرضهم، أن يحكموا بما أنزل الله، وإلا فلا يستفيدون شيئاً من إخراج الكافر الصليبي من أرضهم إذا كانوا هم يريدون -لا سمح الله- أن يستمروا في حكمهم على القوانين الصليبية، هذه ذكرى، والذكر تنفع المؤمنين -إن شاء الله-.
ونرجوا أن نسمع عنكم قريباً أن الله -عز وجل- نصركم على عدوكم، لكني أعود لأذكركم شرط هذا النصر أن تحققوا قول الله -عز وجل-: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧]{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧]، وربنا -عز وجل- إنما يكون نصركم إياه بتطبيقكم لأحكام دينه، وإلا فـ {اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف: ٢١].