للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمارين لو وقع الآخر كما وقع الأول، الاستعمار الأول الذي وقع هو الاستعمار الصليبي كما شرحنا آنفاً، وبينا بطلان الأدلة أو الاستدلال بتلك الأدلة على تسويغ هذا الاستنصار بهؤلاء الكفار، حينما يستولي الأمريكان والبريطان على بعض البلاد العربية كالسعودية لا يعني أن الحكومة الأمريكية هي التي استولت، وإنما يعني أن الشعب الأمريكي بحكومته هو الذي استولى، وعلى ذلك فقس أي دولة أخرى، أما لو استولى لا سمح الله العراق على البلاد السعودية فلا يعني ذلك أن حزب البعث بشعب العراق استولى على السعودية، وإنما حزب البعث الذي لا يمثل الشعب العراقي هو الذي استولى.

ولذلك نحن لو أردنا أن نأخذ بأخف الشرين لا شك أن شر استيلاء حكومة البعث التي لا تمثل الشعب المسلم شرها أقل من شر استيلاء الحكومة الصليبية التي تمثل الكافر، وتمثل الكفر، وهذا واضح جداً، فالشعب الأمريكي مع دولته في صليبيته أما الشعب العراقي والسوري ليس مع دولته في بعثيته، افترق الأمران تماماً، هذا من جهة.

من جهة أخرى الأمريكان والبريطان أكثر عدداً وُعدداً من العراقيين ولا شك، فلو استولى العراق على السعوديين فمن الممكن يوماً ما أن يتقوى السعوديون ومن يناصرهم في دينهم وتوحديهم على الحكم البعثي لأنه لا يمثل الشعب العراقي، أما أن يستطيع يوماً ما أن يتغلب على الحكم الأمريكي والبريطاني الذي يمثل الشعبين في دينهم وفي شركهم وكفرهم فهذا أصعب بكثير من الانتصار الأول على دولة العراق البعثية التي لا تمثل الشعب العراقي المسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>