للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك فأنا أرى أن ما حكيته من ادعاء أننا ننضم إلى السعوديين كما عبرت أنا لدفع الشر الأكبر بالشر الأصغر هذا أولاً فيه أقل ما يقال عدم تفكير دقيق لتقدير المفسدتين، مفسدة احتلال الصليبيين للبلاد الإسلامية ومفسدة احتلال حزب البعث للبلاد الإسلامية، هذا شيء، وشيء آخر لابد من إعادة التفكير به، العراق ما اعتدى على السعوديين، فلو اعتدى ممكن أن يقال، وأنا أقول في كثير من الأحيان إن القاعدة التي ذكرت أنت أخيراً وذكرتها أنا من قبل وهي كلها تلتقي بدفع المفسدة الكبرى بالصغرى أو دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر هو مأخوذ من قوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: ١١٩]، وذلك يعني حينما يقع الإنسان في المشكلة فلابد له من أن يرتكب أخف الضررين، وكل ما في الأمر بالنسبة للسعودية أنها خشيت أن يصيبها ما أصاب جارتها الكويت، فاستعانت، ما فيه مانع أن تستعين بالدول العربية، أما أن تستعين بالدول الكافرة والتي لا سبيل إلى إخراجها إلا أن يشاء الله بمعجزة من عنده تبارك وتعالى لأننا ما استطعنا أن نخرج اليهود وقد مضى عليهم هذه السنين، ونصيح من كل الدول العربية وأولها العراق أنه نحن نريد أن نخرج اليهود من فلسطين، ثم لا نسمع إلا كما قيل: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا.

فلهذا أعتقد أن تسويغ الوقوف بجانب القتال مع السعوديين للعراقيين مع مخالفته لقوله عليه السلام في زمن الفتن: «كونوا أحلاس بيوتكم» لا نراه تسويغاً مقبولاً، ولعلنا جميعاً من الحاضرين نتذكر بأنه لما وقع القتال بين علي ومعاوية وشتان بين هذا القتال وبين ما قد يقع اليوم من حيث أن قصد من كل من الفئتين

<<  <  ج: ص:  >  >>