للكويت ليس مشروعاً، وجرى بحث طويل في هذا الصدد، وكان مما جاء في كلامي أنني قلت: إن هذا الاعتداء السيء والمخالف للشرع كان من آثاره فتن ومفاسد كثيرة وكثيرة جداً، أنا أقدم الآن الخلاصة:
منها: أن الحكومة السعودية استنصرت بالكفار، وأن هذا الاستنصار المخالف للشرع هو من آثار ذلك الاعتداء الباغي من صدام على الكويت، ونزعت في تلك الجلسة إلى مثل عربي قديم وجميل ومناسب للتمثيل به ألا وهو قولهم: قال الحائط للوتد لم تشقني؟ قال: سل من يدقني.
فاستغرب بعض الحاضرين تصريحي بأن الدولة السعودية أخطأت وخالفت الصريح القاعدة الإسلامية التي وضعها الرسول عليه السلام، الذي كما وصفه الله في القرآن بقوله:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٣ - ٤] وليست قاعدة فقهية يمكن أن تكون قاعدة مذهبية عند بعضهم، ومخالفة لآخرين من الفقهاء، هذه القاعدة إنما هي من وضع الرسول عليه السلام وتشريعاً عن الله عز وجل، وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما في صحيح مسلم:«إنا لا نستعين بمشرك» وفي الحديث الآخر الذي رواه الحاكم في المستدرك بلفظ: «إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين» الشاهد بعد أن أفضت في بيان خطأ كل من الدولتين الدولة الباغية والدولة المخالفة لنص الحديث، بدى لأحدهم وصارحته فقال: هذا السؤال الذي سمعتموه آنفاً، يعني: أنت يا شيخ لو كنت في السعودية كنت تقول هذا الكلام؟
كأن الناس اليوم مع الأسف الشديد لم يبق عندهم حسن ظن بأهل العلم