مداخلة: شيخنا ورد في كلامكم قولكم: إن كثيراً من الأحاديث ضاعت على العلماء أو على كثير من أهل العلم، ولعل هذه الكلمة يفهم منها بعض إخواننا أن بعض الأحاديث أو كثيراً من الأحاديث ضاعت في ذاتها وأنها يعني: لم يتيسر لغير الذين ضاعت عليهم أن يجمعوها أو يلتقطوها، لذلك بارك الله فيكم أرجو .. لعله لا يقع مثل هذا الفهم في أذهان بعض الإخوان لو وضحتم هذه الجملة توضيحاً ينفي سوء الفهم في هذه المسألة بالذات.
الشيخ: أنا أعتقد أن كلامي كان واضحاً ولا شبهة فيه ولكن لا بأس من إعادة الكلام ولو بشيء من التوضيح كما رغبت، أنا لي كلمة كررتها في أكثر من مجلس: إن الله عز وجل الذي قال في الكتاب الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩] نقول هذه الآية تعني: أن الله عز وجل تعهد أيضاً بحفظ السنة فقد ذكرت لكم آنفاً أن الله عز وجل خاطب نبيه بقوله: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤] وقلت إن هذا البيان المذكور في القرآن هي: السنة، فإذا كان الله عز وجل تعهد للأمة بحفظ القرآن المكلف نبيه بالبيان فذلك يستلزم المحافظة أيضاً على البيان.
فأنا أقول: تماماً كما أن القرآن محفوظ ولكن لا نتصور أن هذا القرآن محفوظ عند كل فرد من أفراد المسلمين، وإنما هو أولاً محفوظ في المصحف الكريم، وثانياً: محفوظ في صدور كثير من قراء المسلمين، من هذه الحيثية أقول: إن السنة محفوظة في صدور الأمة وليس في صدر كل فرد من أفراد الأمة. السنة محفوظة في الأمة لكن السنة مبعثرة في صدور الأمة على ما ذكرنا آنفاً من أن فيها الصحيح فيها الضعيف، فألمحت إلى ناحيتين اثنتين أن هذه السنة التي الآن أصرح بأنها محفوظة في صدور مجموع الأمة وليس في فرد أو أفراد منها