نرجو أن يقوم المسلمون أو خواص المسلمين وعلماء المسلمين بجمع هذه السنة حتى تكون مرجعاً لكل طالب علم، ومع هذا الجمع يقترن به التصفية التي أشرنا إليها وهي تمييز الصحيح من الضعيف.
فنحن كلما نريده من الكلام السابق: ليس أن شيئاً من السنة ضاعت على الأمة كلها وإنما بلا شك ضاعت على أفراد من هذه الأمة حتى من علمائها وهذا أمر واضح جداً عند كثير من العلماء المحققين ومن أشهرهم وأقعدهم بهذا العلم هو: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته: أسباب اختلاف الأئمة، ما اسمها؟
مداخلة: الملام.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: رفع الملام.
الشيخ: رفع الملام عن الأئمة الأعلام، هناك يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية من أسباب الخلاف ذكر ناحيتين اثنتين مما يتعلق بموضوعنا هذا:
الناحية الأولى: أن الحديث يبلغ إماماً فيفتي به والإمام الآخر لا يبلغه فيجتهد رأيه فيخالف الحديث الصحيح، لماذا؟ لا نكاية وحاشاه في الحديث الصحيح وإنما لأنه لم يبلغه، هذه الناحية الأولى.
والناحية الأخرى: أن الحديث قد أتاه ووصل إليه لكن وصل إليه بطريق لا تقوم الحجة عنده فهو لا يثق بناقل ذلك الحديث فلا يعمل به فيجتهد بينما يكون هذا الحديث نفسه قد وصل إلى عالم آخر من طريق صحيح فأفتى به فأصاب بينما أخطأ الأول، هذا الذي نحن ندندن حوله في كلامنا السابق، وأرجو أن يكون قد توضح المقصود منه في كلامي هذا اللاحق إن شاء الله تعالى.