للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أحسب إلا أن كل واحد منا نحن معاشر من يقول عن نفسه أو من يقولون عن أنفسهم نحن على منهج الكتاب والسنة سواء أكنا في عمان في الأردن أم في أي قطر من أقطار المسلمين الأخرى، إلا أن كل واحد منا يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يغادر الدنيا ويلتحق بالرفيق الأعلى إلا وقد بين لنا بياناً شافياً وفصل لنا تفصيلاً كافياً، وأوقفنا على كل أمر من أمور الدنيا والآخرة، التي بها تكتب السعادة للمرء المسلم إن ألزم نفسه هذا السبيل، ويقصي بها عن نفسه الشقوة التي تحل أهلها عياذاً بالله أو تقودهم إلى مصير الجحيم، وهذه نعمة كبرى يجب علينا دائماً أن نشكر لله فضله علينا بها، وأن نكثر بها أيضاً من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو حق ألزمنا الله به في كتابه، أقول هذا ونحن الآن نعيش أحداثاً جساماً، وفتناً عظاماً، ومصائب جمة تطل علينا بقرونها الحادة المدببة من كل أقطارنا، وتكاد تتهددنا وتتوعدنا وكل منا في عقر داره وقعر بيته.

والسلامة من هذه الأحداث الجسام ومن هذه الفتن العظام لا يكون بالتصدي لها ليذود الإنسان أو ليذودها المرء منها عن نفسه بسلاح يحسب به أنه قادر على درئها وردها، ولا يكون أيضاً بالتطلع إليها من قريب أو من بعيد، وكأنه يقول لها أو لبعضها: أقبلي إلي قبل أن أقبل إليك، ولا تكون كذلك أيضاً بالخوض فيها على غير بينة وهدى، درء هذه الفتن لا يكون بشيء من مثل هذا أو ما يماثله ويشابهه ويحاكيه، إنما المخرج من هذه الفتن وهذه الأحداث ينبغي أن يكون على وفق ما نحن عليه، وقد ألزمنا أنفسنا منهج الكتاب والسنة أن نكون ملزمين أنفسنا كما نلزم أنفسنا بأدب الطعام والشراب، وبأحكام الصلاة والحج والزكاة

<<  <  ج: ص:  >  >>