للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصيام، ومعرفة الحلال والحرام، وكيف يكون كسب أحدنا صافياً خالصاً يجتنب به صريح الحرام والشبهات، كذلك أيضاً من باب أولى حتى يسلم لنا ذلك كله ونكون على بصيرة من أمرنا أن نتعلم كيف ننجو من هذه الفتن وبخاصة إذا خالطتنا، وفرضت نفسها علينا، وأصبحت تأوي إلينا في بيوتنا وتمشي معنا في طرقاتنا، وتجلس معنا في مساجدنا وتتحرك معنا أينما توجهنا، عندئذٍ يصبح لزاماً على كل واحد منا أن يتعرف كيف يدرأ هذه الفتن عنه إن لم يكن قد لامسته من قريب أو من بعيد أو أنها لازال يفصل بينه وبينها مسافة زمنية أو مكانية يمكن أن يحتاط لنفسه أو يأخذ الحيطة لنفسه فيعرف كيف ينجو من شررها وشرها.

وهنا أُذَكِّركم بحديث حذيفة رضي الله عنه الذي جاء في صحيح البخاري عندما قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، والحديث معروف لديكم، ولكن أردت أن أُبَيِّن أن كثيراً من الناس أصبح الخير عندهم شراً، والشر خيراً، حتى أصبحنا نسمع أو نقرأ من آثار هذه الفتن التي لم يعد يتبين الإنسان فيها مع الجاهلين ما يمكن أن يتبينه مع المتقين ومع أهل العلم وطلابه، أصبحنا نسمع أشياء غريبة عجيبة، أن يكون هناك مثلاً دعوة لاستنصار أو لاستنزال النصر أو استسقاء النصر، وأن تحيا ليلة من الليالي في مكان كذا أو في مسجد كذا وأن يكون ضيف الاعتكاف في هذه الليلة فلان من الناس، هذا بعض ما أنتجته هذه الفتن أو هذه المحن، ولو أن أهل العلم هم الذين استفتوا أو أخذ رأيهم أو استشيروا في هذه الأمور التي تحدث

<<  <  ج: ص:  >  >>