للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أي شرط مما ينبغي أن يتوفر في الجهاد الذي هو جهاد لنقل الدعوة إلى بلاد الكفر والضلال، فرفع الراية الإسلامية التي دائماً ندندن حولها ونؤيدها كل التأييد إنما هو حينما يريد المسلمون أن يهيئوا أنفسهم وأن يقيموا دولتهم وذلك لا ينبغي أن يكون إلا تحت راية إسلامية، وألا يجاهدوا ذاك الجهاد إلا تحتها، أما في الحالة الأولى حالة يغزو الكافر بلداً من بلاد المسلمين ففي هذه الحالة لا نفكر في تحقق ذلك الشرط أو سواه، وإنما على المسلمين أن ينفروا كافة لدفع الخطر الأكبر ألا وهو هجوم الكفار على بلاد الإسلام، ولذلك فالناس اليوم تفكيرهم ضيق جداً حينما يفكرون بشرط رفع الراية الإسلامية لدفع مثلاً اعتداء هؤلاء الكفار الذين اجتمعوا من كل جانب وصوب للاعتداء على بلاد المسلمين وهي العراق، فهاهنا يجب على الدول الإسلامية أن ينصروا الشعب المعتدى عليه من الكفار وألا يفكروا أن هذا الشعب هل دولته ترفع راية الإسلام أم لا، لأننا في هذه الحالة نريد أن ننقذ الشعب المسلم من سيطرة ذاك الكافر أو أولئك الكفار، فهنا يجب على المسلمين جميعاً أن ينفروا كافة.

والحقيقة أن من آثار هذه الفتنة التي ألمت بالمسلمين في هذا العصر والتي لا نعلم لها مثيلاً في التاريخ الإسلامي كله إن من آثار هذه الفتنة أن المسلمين يختلط عليهم الحق بالباطل، ويختلط عليهم الواجب بما لا يجب، بل بما لا يجوز، سبب هذا يعود إلى أمرين اثنين، الأمر الأول: يتعلق بعامة المسلمين وذلك أنهم بعيدون كل البعد عن التفقه في الدين، والسبب الآخر يتعلق ليس بعامة المسلمين بل بخاصتهم، أولئك الخاصة المفروض أنهم يدرسون ما حل

<<  <  ج: ص:  >  >>