في بعض الأحيان قد يخرج عن كونه طاهراً فيصبح نجساً، هذا الماء الذي تنجس قد يتطور ويتحول بما يكثر عليه من الماء أي: بمكاثرته بالماء الطاهر، فينقلب إلى طاهر بعد أن كان نجساً، وهكذا يجب على الفقيه المسلم أن يعطي لكل حكم حكمه، وألا يظل عند الحكم الأول وقد دخل فيه ما يقضي أن يتغير.
قلت في جملة ما قلت آنفاً أنه يجب على الدول الإسلامية أن يناصروا الشعب العراقي وتحفظت وقلت وليس على الأفراد، أعني بذلك أن حماس الأفراد الذين شاهدناه في أول الفتنة وبخاصة الآن، هؤلاء لا ينبغي أن يفكروا بمناصرة العراق فردياً، وإنما عليهم أن يحملوا دولهم على أن يكونوا معهم في مناصرة العراق على أعدائهم الذين سموا بالحلفاء، والسبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين، الأمر الأول: شرعي، والأمر الثاني: الواقع هو الذي يفرضه، أما الشرع فنحن نعلم من السنة الصحيحة أن المسلمين الذين كانوا يقاتلون الكفار في العهود الأولى حتى في العصر النبوي كانت كل قبيلة تقاتل أفرادها مع قبيلتها، فالمهاجرون مع المهاجرين، والأنصار مع الأنصار، تجمعهم دائرة الإسلام، فلماذا كان هذا؟ لأن لكل قبيلة عاداتها وتقاليدها التي لا تختلف مع الإسلام، فالتفاهم واللغة ونحو ذلك كل هذا مما يتعلق بالتنظيم للجهاد الإسلامي، فإذا ذهبت دولة ما بشعبها للجهاد فتكون لهم رايتهم الخاصة بهم، وأفراد شعبهم يفهمون أساليبهم ويفهمون لغتهم ونحو ذلك، هذا هو السبب الأول وهو الشرعي.
أما الأمر الذي يقتضيه الواقع فالأفراد حينما يذهبون إلى هناك فسينضمون