للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نظام أولاً لا عهد لهم به، ولا معرفة منهم به، وثانياً: قد يحول بينهم وبين القيام بكثير من الواجبات العينية الفردية لأنهم ما اعتاد ذلك النظام أن يعيش في نظام الإسلام الذي يلزم المسلمين أن يحافظوا على شريعة الإسلام، وعلى أحكام الدين، ولو في ساعة العسرة، ولوفي ساعة الحرب، من ذلك مثلاً لعلكم جميعاً تعلمون من كتب الفقه، ومن كتب الحديث صلاة تسمى بصلاة الخوف، صلاة الخوف هذه لها نوعية خاصة ولها صفة خاصة، وما أظن إلا أن أكثر أفراد المسلمين لا يعرفون حقيقة هذه الصلاة التي تسمى بصلاة الخوف، وفي ظني أن هؤلاء الأفراد إذا ما ذهبوا للقتال لتحقيق هذه المناصرة وهو الآن فرض عين على كل من يستطيع أن يحمل السلاح، ويستطيع أن يدافع عن تلك البلاد الإسلامية، هؤلاء الذين قد يذهبون بهذه النية إذا لم يكن هناك دولة تنظم شؤونهم فسيضيعون من الواجبات أكثر من تحقيق هذا الواجب الذي ذهبوا إليه، بمعنى: قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣]، ومن ذلك أن صلاة الخوف لا تسقط فرضية المحافظة على الوقت حتى في صلاة الخوف، حتى في الحرب في القتال، وفي ظني إذا كان هؤلاء الأفراد من المسلمين لا يجمعهم نظام إسلامي يحكمهم وينظم شؤونهم ستكون خسارة هؤلاء الأفراد فيما إذا ذهبوا هناك لتحقيق فرض أن يضيعوا مقابله فروضاً كثيرة وكثيرة جداً، ولعله مما يقرب إليكم هذه الصورة التي لا ينبغي أن تكون واقعة أن كثيراً ممن يذهبون إلى الحج لأداء فريضة الحج فريضة الإسلام، ما حج مطلقاً، فهو يريد أن يؤدي هذا الفرض العيني، وإذا به بسبب جهله وعدم معرفته بوجوب

<<  <  ج: ص:  >  >>