المحافظة على أداء كل صلاة في وقتها فهو يضيع كثيراً من الصلوات في سبيل تحقيق هذا الواجب ألا وهو الحج إلى بيت الله الحرام، إذا كان المسلم يريد أن يؤدي ركناً كهذا الركن
الحج ولكن يُضَيِّع في سبيله أركاناً فهذا خير له أن يبقى في داره في بلده محافظاً على صلواته يؤدي كل صلاة منها في وقتها هذا خير له من أن يؤدي صلوات عديدة في سبيل أداء ركن من أركان الإسلام ألا وهو الحج إلى بيت الله الحرام.
لذلك ولريثما يتوفر للشعب العراقي من يناصر هذا الشعب من الحكومات الإسلامية فعليكم أنتم الآن أن تجاهدوا أنفسكم، ولا أن تستسلموا لعواطفكم وأن يذهب كل منكم لا يلوي على شيء سوى يريد أن يجاهد هناك وهو إذا وصل هناك ضاع وانماع وأضاع كثيراً من الأحكام الشرعية كما ألمحنا إلى ذلك آنفاً، فعلينا والحالة هذه أن نعنى بجهاد النفس الذي هو في الحقيقة لا يكون المسلم مجاهداً في سبيل الله إلا إذا جاهد هواه، وعليه أن يمرن نفسه على مجاهدة هواه وهو في عقر داره، كما قال عليه الصلاة والسلام:«المؤمن من جاهد هواه لله» ولينظر كل فرد منا هاهنا فسيجد نفسه مقصراً بالقيام بكثير من الواجبات العينية، ولذلك فليتدارك أمره وليحسن توبته وأوبته إلى الله عز وجل ليحقق نوعاً من الجهاد لعله بعد ذلك إذا جاء وقت الجهاد في سبيل مناصرة العراق على أولئك الكفار حينئذٍ يتمكن من التمرن على الجهاد في عقر داره أن يجاهد في سبيل الله عز وجل خارج بلده، ويبقى شيء لابد منه والحالة كما ذكرنا أن أُذَكِّر الحاضرين بقوله عليه الصلاة والسلام: «إنما تنصرون وترزقون