للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَنْبَلي الذي يحكمون به وضع هذا القيد وهذا الشرط أن يكون المستعين من المسلمين بالكفار أقوى وأغلب عليهم منهم، والآن قد قلت في بعض الأشرطة السابقة وأذكر: ما الذي يحول بين الأمريكان وفيهم الألوف المؤلفة يقيناً من اليهود وإن لم يكونوا يهود فهم مع اليهود، فلا فرق بين أمريكان ويهود، وهاهم نحن الآن نسمع كيف يمدونهم تباعاً بالصواريخ المدمرة ونحوها، لو أراد هؤلاء اليهود تقول اليهود أو الأمريكان ألفاظ متعددة تؤدي إلى حقيقة مرة واحدة وهي أنهم لا يريدون للإسلام إلا خبالاً كما جاء في الآيات التي ذكرها الشيخ ابن باز -جزاه الله خيراً-، لو أراد هؤلاء اليهود أو هؤلاء الأمريكان أن يحتلوا خيبر هل باستطاعة السعودية أن يصدوهم وأن يردوهم على أعقابهم خائبين؟ لا، هنا يظهر السر والحكمة البالغة التي وضعها علماء الفقه الحَنْبَلي الذي يستندون إليه في أحكامهم حين قالوا: بشرط أن تكون الغلبة للمسلمين، الآن الغلبة للكافرين، وأكبر دليل على ذلك ما كانت الإذاعات العالمية كلها أشاعت بأن السعودية اتفقت مع قائد الجيش الأمريكي أن تكون القيادة بيد قائد الجيش الأمريكي، فإذاً السعوديون الآن هم مأمورون من القيادة الأمريكية، إذا قيل للطيارين السعوديين: اضربوا العراق وهم يتفرجون فما عليهم إلا أن ينفذوا الأمر، أين هذا الواقع المؤلم من قول الله -عز وجل-: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: ١٤١]، فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكشف هذا الهم، وهذا الغم، الذي أصاب المسلمين، ولن يكون ذلك أبداً؛ لأن سنة الله لن تتغير إلا إذا رجع المسلمون حكاماً ومحكومين إلى دينهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>