للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمآن ماء.

ما الذي أصاب العراق بعد تلك الأخبار؟ أحد شيئين: إما تلك الأخبار مبالغ فيها ولا حقيقة لها، أو لها حقيقة ولعل هذا هو الأقرب، ولكن ما نصروا الله عز وجل إلا بالكلام، وبعد خراب البصرة كما يقولون، إلا بعد فوات الأوان، بدأنا نذكر الله ونكبر وندعو إلى الجهاد، والله عز وجل يقول: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة: ٤٦].

إذاً: لا فائدة من كل الاجتهادات ومن كل التكتلات سواء كانت دولية أو كانت فردية أو حزبية إلا بالعودة إلى الدعوة الإسلامية، وهنا يأتي بحثنا الطويل الطويل جداً أن تصفية الإسلام مما دخل فيه كم يحتاج من الزمان وكم يحتاج من الجهود، وتربية المسلمين حتى يكونوا كتلة واحدة، على هذا الإسلام المصفى كم يحتاج وكم يحتاج؟ إذاً: يجب علينا نحن أن نستمر في طريقنا وأن نمضي قدماً إلى الأمام وليس علينا أن تقوم الدولة الإسلامية التي ينشدها كل المسلمين على اختلاف مناهجهم، ولكن علينا أن نمشي في الطريق المستقيم كما قال رب العالمين: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك، لذلك بارك الله فيك لا فائدة من التساؤل أنه ماذا يكون موقفنا تجاه هذا التنظيم الجديد الذي سيفرض على الدول الإسلامية، منها تحديد الأسلحة، ماذا نستطيع أن نعمل، ما الذي استطعنا نحن كأفراد أن ننصر العراق سوى بالدعاء، والدعاء إذا لم يكن مقروناً بالعمل العمل المشروع لا يفيد، خاصة فيما إذا كان العمل واجباً، كيف وقد جاء

<<  <  ج: ص:  >  >>