للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ندعو الناس إليه هو الذي ينبغي على المسلمين أن ينطلقوا فيه وأن يستمروا عليه، وذلك لأن الأحزاب والجماعات الإسلامية كلها لا تدندن حول ما نحن ندندن دائماً وأبداً مما نكني عنه بكلمتين خفيفتين: التصفية والتربية، لا تدندن حول هذا إطلاقاً، وإنما حول التكتل والتجمع والاستعداد المادي، فأنا أقول: مهما استعد هؤلاء ومهما طال بهم الزمن فإنهم بالكاد لن يصلوا إلى مثل القوة المادية العراقية التي كانت عليها، حينما تكالبت عليها هذه الأمم الكافرة ومن معها من الحلفاء، فماذا أفاد العراق مثل هذا الاستعداد المادي؟ ما أفاده شيئاً إطلاقاً، ذلك لأن الكفار هم أقوى منه، فإذا المسلمون لم يتسلحوا بسلاح لا يمكن للكفار أن يتسلحوا بمثله فسوف لا ينتصرون على الكفار، والتاريخ يعيد نفسه، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه من الناحية المادية كانوا أضعف بكثير بكثير بالنسبة للدولتين العظيمتين المعروفتين عند الجميع وهي فارس والروم، ومع ذلك ربنا عز وجل نصرهم، ليس بالسلاح المادي فقط، لأنهم استعملوا السلاح ولا نستطيع نحن أن ننكر وبخاصة والله يقول كما تعلمون: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ} [الأنفال: ٦٠] لذلك قلت: ليس بالسلاح المادي فقط، ولكن مقروناً بالسلاح المعنوي أو لنقل: الإيماني، فإذا لم تهتم الجماعات الإسلامية والأحزاب الإسلامية بهذا السلاح المعنوي الاهتمام الذي اهتمه الرسول عليه السلام نفسه وربى عليه أصحابه

فسوف لا يستطيعون أن يصيروا في القوة المادية مثل العراق إلا بعد عشرات السنين، ثم لا ينصرهم الله لأنهم لم ينصروا الله، وأنا أعتقد أن انهزام العراق بعد الأخبار التي كنا نسمعها ونكاد نطير بها فرحاً وإذا بها كسراب بقيعة يحسبه

<<  <  ج: ص:  >  >>