للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أعز ما يجب ما يتمسك به المسلم من دينه ألا وهي العقيدة في الله تبارك وتعالى.

ومن كان منكم من طلاب العلم فستتجلى له هذه الحقيقة بصورة جلية؛ لأنه يقرأ في بعض كتب الأشاعرة وكذلك الماتريدية هذه الجملة يقولونها ولا يبالون؛ لأن فيها غمزًا ولمزًا في السلف الصالح حيث أنهم يشعرون ... بأن السلف كانوا جماعة كما يقولون في بعض البلاد: جماعة دراويش أي: بسطاء، فمذهبهم أسلم، أما مذهب الخلف فهو أعلم أي: أدق وأحكم، كيف يكون هذا الذي يقول هذا الكلام، يكون من أهل السنة وهو يغمز جماعة السنة الأولى التي سبق مني فيما مضى قريبًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جعل العلامة للفرقة الناجية أن يكون على ما عليه هو وأصحابه، فكيف يكون من الفرقة الناجية من يقول: إن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا على لا علم، أو على علم قليل وليس بالعلم الحكيم، أما الخلف فمذهبهم أعلم وأحكم، كيف حينئذٍ يكون مذهب أهل السنة وفيهم من يقول هذه الغمزة أو هذه اللمزة في أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، والذين هم خير القرون، خير الناس كما جاء في الحديث الصحيح المشهور والمتواتر.

ونحن من أجل ذلك حتى نكون صريحين في دعوتنا غير ممالئين ولا منافقين ولا مدارين لعموم المسلمين نقول: دعوتنا على الكتاب وعلى السنة، ومنهج السلف الصالح، فمن ذا الذي يستطيع أن يتبرأ من مذهب السلف الصالح هكذا بإطلاق وإن كانوا تبرؤوا من بعض مذهبهم كما سمعتم آنفًا حينما يقولون: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم.

الذي يعلنها صريحة بأنه على مذهب السلف فإنما يعني أنه تمسك بما أمر الله به ورسوله، ولا غير ما قلته آنفًا إلا باختصار شديد، قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>