للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥] من هم المؤمنون هنا؟ هم السلف الأول، ليسوا هم الأشاعرة ولا الماتريدية يقينًا، إلا إذا كانوا على مذهب السلف الصالح، والحديث السابق الفرقة الناجية من تمسك بما كان عليه الرسول وأصحابه وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين المهديين، فما هو السر يا ترى أن يأبى بعض الناس في هذا الزمان الانتساب إلى السلف الصالح الذين أثنى عليهم رسول الله؛ لأنهم خير القرون فيريد أن يطلقها كلمة عامة: أهل السنة والجماعة، أهل السنة والجماعة هم أصحاب الرسول عليه السلام، أما الذين جاؤوا من بعدهم فقد انقسموا فرقًا شتى وأحزاباً كثيرة، وقد نهى ربنا عز وجل عن ذلك في قوله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢] فالحزب الإسلامي هو حزب الله وهو الذي يحرص - ليس فقط يدعي - يحرص على أن يكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه، هذا هو الناجي وهو الذي يمشي سويًا على صراط مستقيم، أما من أخذ ببعض المذاهب المتأخرة كما أشرنا آنفًا فهو على خطر؛ لأنه لم يتمسك بالجماعة التي قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إن التمسك بهذه الجماعة هو النجاة من النار بينما حكم بها على اثنين وسبعين فرقة إسلام مسلمون، ولكن مسلمون قد انحرفوا في بعض ما ذهبوا إليه من عقائد ومن أحكام ومن أخلاق.

وما الصوفية وانحرافهم في السلوك عما كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل وانحرافهم في العقيدة وفي التوحيد حتى وصل بهم الأمر أن يعتقدوا اعتقاد الدهريين الطبيعيين الذين يقولون: لا خالق هناك، وإنما هي كما قال بعض أهل الجاهلية إنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع، يقول بعض الصوفية: كل ما تراه بعينك فهو الله، فليس هناك في زعمهم خالق ومخلوق، وهؤلاء الصوفية إلى اليوم يكتبون

<<  <  ج: ص:  >  >>