الشاهد: بدءاً من الحاكم إلى الكناس الذي يكنس المسجد، كل هؤلاء عندهم كفار، استمر الحديث إلى أذان العشاء، فقلنا لأحدهم: أذن، فاستأذن فعرفنا أنهم لا يصلون خلفنا، فانصرفوا وصلينا نحن متواعدين معهم على أن نجتمع في بيتهم في ليلة أخرى بيناها، فكان اللقاء الثاني في دارهم استمر إلى نصف الليل، بعد صلاة المغرب إلى نصف الليل، وقبل نصف الليل أقمنا صلاة العشاء فشعرنا بأن جهدنا وتعبنا في هذه الليلة والليلة السابقة لم يذهب والحمد لله سدى حيث أنهم شاركونا في الصلاة في الاجتماع الثاني، ثم اتفقنا على الاجتماع في ليلة ثالثة، وكان ذلك فاستمر الاجتماع من بعد صلاة المغرب إلى أذان الفجر، ... لكنها كانت الضربة القاضية كما يقولون في الرياضة والمصارعة ونحو ذلك، وهم إلى الآن والحمد لله معنا؛ لأنه تبين لهم أنهم كانوا في ضلال مبين، كانوا لا يفهمون بعض النصوص من الكتاب والسنة إلا على طريقة الخوارج القدامى.
ولذلك فنحن لم ننتسب إلى السلف عبثًا ولا نقول عبثًا حينما نقول: لا يكفي للمسلمين أن يقولوا: نحن ندعو إلى الكتاب والسنة وفقط، بل نحن نزيد ونقول: إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، ما هو السبب، من أين جاءت هذه الإضافة؟ من قوله تعالى ومن قوله عليه السلام، من ذلك مثلًا قوله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ